AUST احتفلت بتخريج طلابها السادس عشر تكريم ودكتوراه فخرية لبطرس حرب

احتفلت الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا ((AUST، بتخريج طلابها للعام الجامعي -2016- 2017، في مجمع “بيال” وسط بيروت.
اكثر من 800 متخرج من كل الاختصاصات شاركوا مع عائلاتهم في احتفال التخرج السادس عشر، كما حضر حشدٌ كبير من السياسيين والدبلوماسيين ورجال الدين ورؤساء الجامعات ومدراء المدارس والفاعليات العسكرية والأكاديمية والبلدية والاجتماعية والإعلامية.
وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة حضر ممثلاً الرئيس ميشال عون، والنائب الدكتور باسم الشاب ممثلاً الرئيسين سعد الحريري ونبيه بري، والمطران أنطوان طربيه ممثلاً البطريرك بشارة الراعي، والعميد حسن جوني ممثلاً قائد الجيش العماد جوزف عون، وممثلي القيادات الأمنية والعسكرية.
أما خطيب الاحتفال والضيف المكرّم لهذا العام فكان الوزير السابق والنائب الحالي ورئيس مجلس أمناء جامعة AUST الأستاذ بطرس حرب، الذي منحته الجامعة دكتوراه فخرية في الإنسانيات تقديراً لمسيرته المتميزة وعطاءاته في القانون والتشريع والشأن العام، وتقديراً لخدماته الجلّى للجامعة، وخصوصاً أنه يرأس مجلس أمنائها منذ نشأتها.
كما كرّمت الجامعة الأب كايل أليس العميد الفخري ونائب رئيس جامعة فيلانوفا الأميركية، وأنطوانيت شارون واترز المسؤولة السابقة عن مكتب الدراسات الدولية في جامعة لوزان – سويسرا، تقديراً للتعاون الأكاديمي الرفيع بين هاتين الجامعتين العريقتين وجامعة AUST.
افتتاح الاحتفال كان مع موكب لطلاب الجامعة الأجانب يمثلون أكثر من أربعين بلداً يكملون دراستهم في جامعة AUST، دخلوا حاملين أعلام بلادهم، ثم تقدمت طالبات السنة الأولى بالثوب الأبيض والوشاح الذهبي وعلى رؤوسهن أكاليل من الغار، في مشهدية لتقليد روماني قديم، يرمز إلى سياجٍ يحتضن الخريجين Ivy chaine)) في احتفال توديعي ينطلقون بعده إلى المستقبل.
بعد النشيد الوطني اللبناني وكلمة لنائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية الدكتور نبيل حيدر، ألقت رئيسة الجامعة السيدة هيام صقر كلمة تطرقت فيها إلى أهمية التربية ودور المؤسسات الجامعية في النهوض بالوطن، وقدرة لبنان على استمراره منارة للشرق. وقالت:
“ها نحن اليوم نسقي النهر دفقاً جديدا يقارب ٨٠٠ متخرج سيملأون الدنيا عطاء وخبرة. أقول “وخبرة” لأن خريج مؤسستنا يتميز عن سواه بأنه إختبر الحياة العملية ابان سنوات تحصيله الجامعي وما كان قد درسه نظرياً طبقه ميدانيا في المختبرات والتطبيقات التي جعلناها جزأ لا يتجزأ من البرامج التربوية في كل اختصاص. ال AUST تعمل لتكون جامعة للمستقبل ولذا وقعت اتفاقات تبادل وتعاون مع أكثر من أربعين جامعة عالمية مثل بركلي، فيلانوفا، وميلانو، ولوزان ليتمكن خريجونا من متابعة دراستهم وابحاثهم في أهم جامعات العالم.
وكذلك اختارت برامج واختصاصات تواكب التطور العلمي والفكري في إلادارة والتكنولوجيا الحديثة. ولدى جامعتنا طلبات وطلبات في وزارة التعليم العالي بإستحداث كليات مثل الصيدلة والتمريض وبرامج واختصاصات جديدة على مستوى الماجستير وعمر بعضها أكثر خمس من سنوات وهي تعاني من جمود حكومي ونحن ما زلنا ننتظر الفرج مثل أيوب”.
“أيها الأحباء المتخرجون ،
إن إنغماسكم وريادتكم في العلوم المعتمدة على التقدم التكنولوجي ليس خياراً بل ضرورة وجودية . ومن هنا راهنت الجامعة على تميزها في كل ما له صلة بالتكنولوجيا الحديثة مثل Robotics والعلوم الجينية DNA، ولقد كان الرهان صائباً وأصبحت مختبرات ال AUST مرجعاً للكثير من الوزارات الوطنية والمنظمات العالمية، فجثث مغارة عرسال تمت معرفة اصحابها في مختبراتنا والدراسات على المأكولات المعدلة جينياً تدرس أيضاً في مختبراتنا والسيارة بدون سائق في شوارع الأشرفية من صنع طلاب سبقوكم في النبوغ والعطاء وكذلك الهليكوبتر والدبابة كاشفتا الألغام والعديد العديد من التطبيقات التي يتابع مبتكروها تحسينها بغية تبنيها من قبل شركات عالمية كبرى مثل GoogleوMicrosoft “.
ثم كانت كلمة لنائب رئيس الجامعة رياض صقر قدم فيها المكرّم النائب بطرس حرب، تمّت بعدها مراسم تقديم الدكتوراه الفخرية له، ثم ألقى حرب كلمة جاء فيها:
“يوم تعرفت إلى السيدة هيام صقر وتناقشنا في رؤيتها التربوية، اقتنعت فوراً أنني أمام سيدة مقدامة جدية صارمة ومؤمنة برسالتها التربوية. فتعاملت معها بالجدية عينها وراهنت على نجاح مشروعها. وبعد أن ثبتت صحة مراهنتي عليها وعلى جامعتها، انخرطت معها، وتشرفت بقبول عرضها بترؤس مجلس العمدة في جامعتها، وواكبتها باهتمام ومحبة، وشهدت ازدهار بستانها التربوي وتفتّح براعم المستقبل في أوساط أجيالنا الطالعة المستندة إلى مستوى أكاديمي رفيع وإلى رؤيا تربوية وإجتماعية شرّعت أمامها أبواب الغد الواعد الكريم. فمبروك لجامعة AUST ولخريجيها الجدد للعام 2017 الذين ينضمون اليوم إلى قافلة كبيرة من صبايا وشباب لبنان الصاعد”. ثم تركزت كلمة حرب على موضوع أخلاقيات تكنولوجيا المعلومات واصطدام التطور العلمي والتقني مع القيم الاجتماعية والأخلاقية، وقال:
“من الواضح أن قطاع الاتصالات العالمي، ولا سيما الشركات المعنية بإنتاج وتوفير وتطوير الخدمات التي يوفرها، والتي تتسابق لتقديم إمكانيات أكبر لحرية التعبير والتواصل، تتعرض لضغوط متزايدة من الحكومات لتتعاون معها، ولتسمح لسلطاتها الأمنية بمراقبة الاتصالات وتبادل المعلومات، التي يقوم بها مستخدمو هذه الإمكانيات بحجة حماية أمنها واستقرارها من الإرهاب والجريمة، ما يتعارض مع حقوق الإنسان، وبالتحديد مع حرية الرأي والحق بالخصوصية. والجدير ذكره أن اختلاف المفاهيم الثقافية بين مجتمع وآخر، يلعب دوراً كبيراً بتحديد التصرف المقبول اجتماعياً وعبر وسائل التواصل الاجتماعي. إلا أن المشكلة تكمن في أن تبادل المعلومات والاتصالات لا يحصل في حدود مجتمع واحد، أو دولة واحدة، بل هو عابر للمجتمعات والحدود والدول ذات القيم والثقافات والعادات المختلفة، ما تطرح الإشكالية الأصعب حول كيفية التوفيق بين مختلف الثقافات في غياب نصوص قانونية موحدة. وهنا تبرر أهمية الأخلاقيات، كمبادئ سلوك للفرد أو للمجتمع، في سدّ الفراغ القانوني العاجز عن اللحاق بالتطور التكنولوجي ومواكبته.
والمشكلة الكبرى تكمن في التطور السريع لعالم التكنولوجيا، بحيث نعجز عن إيجاد الحلول لما تخلّفه من تعقيدات، ولما تسمح به من خروقات، لا ضوابط قانونية لها ولا عقاب لمرتكبيها. ولقد نبّه الحقوقي الكبير ” Larry Lessig ” المحاضر في جامعة ” Harvarel “، إلى أن سرعة التغيير الكبيرة في تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصال لا تسمح للتشريعات والتنظيمات البطيئة بضبطها أو مكافحتها، ما يؤدي عملياً إلى بقاء هذه التكنولوجيا غير خاضعة للقانون، وبالتالي شرعية، غير مخالفة لأي قانون، ولا عقاب لمستخدميها، إنطلاقاً من المبدأ القانوني ” لا جرم ولا عقوبة دون نص.
“واسمحوا لي أن أختم مداخلتي اليوم بموضوع محلي خضع، ولا يزال، للنقاش في الأسبوع الماضي، وهو موضوع البطاقة الانتخابية الإلكترونية واستعمالها في الانتخابات النيابية في لبنان، وهي خدمة الكترونية لتسهيل الانتخاب وتسريع نتائجه. فمن المعروف أن دولاً متطورة على صعيد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أنشأت الحكومات الإلكترونية، وأصدرت قوانين ترعى الأنظمة الإلكترونية، قد بدأت تتراجع عن التصويت الإلكتروني لتعارضه مع المبادئ الأساسية للديمقراطية الانتخابية، وهي نزاهة العملية الانتخابية وصدقها وسريتها، وهو ما ذهبت إليه هولاندا وإيرلندا والمانيا، وما أكده المجلس الدستوري الفرنسي في آخر تقرير نشره.
فالنظام الإلكتروني الانتخابي ليس محصناً، ولا يمكن تحصينه بالمطلق، ناهيك طبعاً عن خطر الهجمات الإلكترونية واختراق أنظمة المعلومات وتغيير التصويت من قبل السلطة دون علم الناخب بوضع أنظمة خبيثة للتصويت، بالإضافة إلى الخطأ في أجهزة المسح البصري بقراءة أوراق التصويت. ففي الوقت الذي خبرت الدول الديمقراطية نظام الانتخاب الإلكتروني واكتشفت عيوبه، فعادت عنه حماية لسلامة العملية الانتخابية، تقرر الحكومة اللبنانية اعتماده، ما يذكرنا بذاك القول: ” الناس راجعة من الحج وهم ذاهبون للصلاة “. ولما حاولنا لفت النظر لهذه العيوب والمخاوف، تمّ إبلاغنا بأنه من غير الممكن إعادة النظر بما تمّ الاتفاق عليه خوفاً من إنهيار كل الاتفاق”. وختم حرب كلامه بتهنئة المتخرجين.
وبعد توزيع الشهادات، رمى المتخرجون قبعاتهم على أنغام “ألما ماتر” نشيد الجامعة.
(خاص)

لمشاركة الرابط: