أعلنت جمعية مهرجانات بيروت الثقافية برئاسة السيدة لمى تمام سلام اليوم الأحد أن الدورة الثانية من مهرجانات بيروت الثقافية التي تنظمها مع بلدية بيروت، ستقام من 28 حزيران إلى 7 تموز المقبلين في ميدان سباق الخيل، وتتضمن مشهديتين ضخمتين جديدتين من تصميم وتنفيذ فنانين لبنانيين، تتناولان تاريخ بيروت بأحدث التقنيات البصرية والسمعية، إحداهما بعنوان “بيروت رحلة عبر الزمن” يرافقها عزف أوركسترالي ولوحات راقصة، والثانية تحريكية موجهة للأولاد والعائلات، تحمل عنوان “الوان بيروت”. وتقام على هامش هذين العرضين أنشطة ترفيهية مصاحِبة.
وعقدت الجمعية صباح اليوم الأحد مؤتمراً صحافياً في ميدان سباق الخيل. وشارك في المؤتمر الصحافي، إضافة إلى سلام، وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري، والمديرة العامة لوزارة السياحة السيدة ندى السردوك ممثلةً الوزير أفيديس كيدانيان، ورئيس جمعية حماية وتحسين نسل الجواد العربي النائب نبيل دو فريج، ورئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت المهندس جمال عيتاني.
سلام
وتحدثت سلام فذكّرت بأن “دورة العام الفائت أقيمَت في موقع يُشكّل أحدَ مَعالِمِ بيروتَ الحديثة، وفي الوقتِ نفسِه جزءاً من هويتِها التاريخية، هو الواجهةُ البحرية”. وإذ أشارت إلى أن “مهرجانات بيروت الثقافية تهدف إلى ضخ الفرح في كل شوارع المدينة وأحيائها”، قالت: “نَفتَخِرُ بأن نقيمَ دورةَ هذه السنة، بالشراكة مع بلدية بيروت، في موقعٍ تاريخيّ آخر من بيروت، هو ميدانُ سِباق الخَيل، وهو موقعٌ لَطالما كان جامِعاً للبيروتيينَ واللبنانيين، حتى في خِضَّمِ أحلَكِ الظروفِ التي مَرَّ بها بَلدُنا”. وأشارت إلى أن “مهرجانات بيروت الثقافية ستكون بالتالي بمَثابَةِ انطلاقِ المئويةِ الثانية من عُمْرِ هذا الصَرْحِ البيروتيّ العريق الذي أَطفأَ العامَ الفائت شمعتَه المِئة”. وأضافت: “إنّه موقعٌ يرمُزُ إلى إرادةِ الحياةِ والفَرَح. إنه جزءٌ من روايةِ بيروت، ورِوايَةُ بيروت كانت جزءاً أساسيًا من مهرجاناتِنا عام 2016”.
وأوضحت أن برنامجُ مهرجانات هذه السنة التي تتولى تنظيمها شركة Q Events برئاسة وضّاح الصادق، يُركّزُ على استكمالِ ما بدأته مهرجانات بيروت الثقافية العام المنصرم، “وهو كتابةُ تاريخ بيروت وقصَتِها الجميلة بالتِقنيات الحديثة”. وتابعت: “مجدداً، وكما في الدورة الأولى، أرَدْنا هذه السنة التركيز في البرنامج على عملينِ لبنانيينِ بامتياز، صُمّما ونُفذأ بجهودِ مواهبَ لبنانيةٍ من مختلفِ الاختصاصات، ويساهم في إعدادهما وتنفيذهما عدد كبير من اللبنانيّين. إنهما عرضانِ مُمَيزانِ وفريدان وغير اعتياديَين يشكّلانِ مفخرةً لِأَهلِ بيروت وللبنانيينَ عموماً”.
وشرحت أن “المشهديةُ التي أبهَرَت اللبنانيينَ واستحوَذَت على اهتمامِ الإعلام العالميّ سنة 2016، سَتستَكمِل هذه السنة بعَرضَين فنيَين بالروحيةِ نفسِها، يُشكّلانِ قمّةً في الإبداعِ”.
وأشارت إلى أن “برنامجُ هذه السنة يتضمن، على هامِشِ هذينِ العَرضَين المِحْوَريَين، نشاطاتٍ ترفيهيةً مصاحِبَة، بحيث تكونُ مهرجانات بيروت الثقافية، كما في العام الفائت، مُتَنَفَسًا ومُلتقًى للبيروتيينَ واللبنانيينَ عمومًأ، مِنْ كلِ الفئاتِ والأعمار”.
وأشارت إلى أن “المهرجان استقطَبَ العامَ الماضي أكثر من 70 ألف شخص على مدى أسبوع، وأنعَشَ وسَطَ العاصمة، ووفّر العمل لمئات الأشخاص من مِهَنٍ عدة”. وشددت على أن مهرجاناتُ بيروت الثقافية عام 2016 “اعطت الصورةَ الحقيقيةَ الجميلة عن بيروتَ الثقافةِ والفنِ والإبداع، ووَضَعَتْها في واجهَةِ الأخبار في العالَم، في وقتٍ كانَ لبنان يمرُّ في ظروفٍ صعبةٍ ومُحبطة، وكانت سمعتُهُ مشوهّةً لِغير سببٍ وسبب”. واستشهدت بعنوانُ قناة CNN العالمية “مهرجانات بيروت الثقافية تعيد بصيصَ الأمل الى الشرق الأوسط”.
وأضافت: “اليوم، نريدُ مِن خِلال تاريخِنا المُشَرِّف أن نتطلعَ إلى مستقبلٍ نعتزُّ به أيضاً: مستقبلٌ تصنعُهُ المواهبُ اللبنانية الشابة التي نُعَوِّلُ عليها، وتبقى هِيَ ثروتَنا الحقيقية. إنها نفطُنا وغازُنا ووَقودُ تَمَيُزِنا”.
ووجهت “تحيةَ شُكرٍ وتقدير” إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، “على دعمِهمْ وتشجيعِهِم ورعايتِهم”. كذلك شكرت “كلّ مَنْ ساهَمَ في دَعْمِ مهرجانات بيروت الثقافية وشجّعها، وخصوصاً وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، ووزير الثقافة الدكتور غطاس خوري ووزير السياحة أفيديس كيدانيان، ورئيس جمعية حماية وتحسين نسل الجواد العربي النائب نبيل دو فريج وآعضاء الجمعية جميعاً، ورئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت المهندس جمال عيتاني وأعضاء المجلس فرداً فرداً، وشددت على أن “لَولا دعم المجلس البلدي لَما كان هذا المهرجان ممكناً”، مؤكدةً أن الشراكة التي بدأت مع البلدية منذ الدورةِ الأولى، “ستستمرُ وتَتعَزز ، لأنها تنطلقُ من تَطَلُعاتٍ مشترَكَة”. وشكرت أيضاً محافظ العاصمة القاضي زياد شبيب، و”بنك عودة، الذي آمن بمهرجانات بيروت الثقافية ودَعَمَها”، إضافة طبعاً إلى “ألفا” التي “تستمر الشراكة معها للعام الثاني”، وطيران الشرق الأوسط الناقل الوطني الرسمي، وشركة سوليدير، وتلفزيون LBCI ووسائلِ الإعلام كلها”.
,ومنها الجمعيّات والأندية والمؤسّسات الخاصة وكذلك التي تقوم بها وزارة الثقافة”. وشدد على أن “إعادة الثقة التي طرحتها الحكومة عنواناً لها، لا يمكن أن تقوم أو أن تستمر من دون ثقة الجمهور اللبناني”. وأضاف: “هذه الثقة نستعيدها ليس فقط باعمال الحكومة اليوميّة أو في السياسة، بل نستعيدها أيضاً في كل عمل نقوم به، سواء أكان ثقافياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً أو سياحياً أو سياسياً أيضاً”. وختم قائلاً: “ثمة في الأفق حلول ومن الواجب أن نتفاءل جميعاً”.
عيتاني
وأبدى عيتاني سعادته بمشاركة بلدية بيروت للسنة الثانية مع مهرجانات بيروت الثقافيّة. ولاحظ أن هذه المهرجانات “أثبتت نجاحها في السنة الأولى وقد دعمتها بلديّة بيروت في السنة الأولى والسنة الثانية، وستستمر في دعم هذه المهرجانات إذ هي استثمار ثقافي وسياحي بامتياز لمدينة بيروت، وتساهم في توفير فرص العمل وفي تنشيط الصناعة، وهما موضوعان أساسيان لبلديّة بيروت”.
وأبرز أن ميدان سباق الخيل الذي اخير موقعاُ للمهرجانات هذه السنة “يشكّل تراثاً أساسياً في مدينة بيروت وجميعنا نعتزّ به”. وأعلن أن البلدية “بدأت بدراسة تصميم حدائق عامة كبيرة جداً في ميدان سباق الخيل، على أن تبدأ تطويرها العام المقبل، وسيُفتح الميدان أمام جميع الناس كي يستفيدوا من هذه الطبيعة الجميلة وسط مدينة بيروت”. وختم قائلاً إن مهرجانات بيروت الثقافية “هي أحد الاستثمارات التي تصرّ بلدية مدينة على القيام بها لأنّ مردودها عالٍ جداً على المدينة وعلى لبنان”.
دو فريج
أما دو فريج الذي تحدث بصفته رئيس جمعيّة حماية وتحسين نسل الجواد العربي التي تدير ميدان سباق الخيل منذ العام 1969 لحساب مدينة بيروت، فذكّر بأن الطيران الإسرائيلي قصف الميدان في العام 1982 ودمّرت المدرجات التي بنيت في الحقبة العثمانية، وقال: “مذّاك ونحن نطالب بلديّة بيروت بأن تنظر إعادة بناء المدرجات، ولو أخذت البلديّة بالدراسات التي أجريناها وأجراها الفرنسيّون لكان الميدان اليوم بألف خير ولما كان تقدم أي ميدان سباق خيل في المنطقة”. وأضاف: ” اليوم نحن أمام فرصة بعد أن أخذت البلدية بالدراسات التي أجرينانها وقدّمناها لبلديّة بيروت في العام 1994، لجعل عقارات ميدان سباق الخيل ملتقى متعدّد الغرض، وليس فقط لسباقات الخيل. وقد كنّا منذ العام 1994 نطالب بحصول مهرجانات هنا وقد استغرق الأمر 23 عاماً لكي تتحقق الفكرة”. وتابع: “يهمّنا أن تحصل نشاطات ثقافيّة في هذا المكان، لكن ذلك ليس كافياً إنّما يجب إعادة بناء ميدان سباق الخيل كما يجب أن يكون (…) وأن نأتي مجدداً بالخيول الموجودة اليوم في البلاد العربيّة كي تتسابق في الميدان”
.
السردوك
وتحدثت السردوك فأكدت دعم وزارة السياحة المهرجانات السياحيّة التي تخطى عددها العام المنصرم الـ170 مهرجاناً، تتميّز وتتمايز بنوعيّة البرامج وبالمكان”. وأشارت إلى أن “منظّمة السياحة العالميّة تعتبر اليوم إنّ الأفضليّة هي لسياحة المدن وهذه السياحة التي تغاضى عنها المسؤولون لسنوات عدّة تفضيلاً لما يسمّى السياحة الريفيّة والسياحة المستدامة والسياحة في الأطراف، نعود إلى بيروت وهي دائماً العنوان والأساس والقلب وهي قلب لبنان”. وشددت على أن “بيروت في تحدٍ دائمٍ لإبراز صورة لبنان”.
قريطم
ثم تحدث الأمين العام للجمعية عزت قريطم عن برنامج المهرجانات، عارضاً لتفاصيل أنشطته، وأوضح ان مسرحاً ضخماً سيقام للمناسبة، يتضمن شاشة تفاعلية عملاقة هي واحدةٌ من الأكبر في العالَم.
وأشار إلى أن الأنشطة الترفيهية المرافقة للمهرجان تتضمن إقامة مساحة لأكشاك المطاعم والمأكولات على مدى الأيام العشرة للمهرجانات، إضافة إلى مساحة مخصصة لألعاب الأولاد.
وأشار إلى أن التذاكر ستكون متوافرة في كل فروع Virgin Megastore.
الجرّ
وتولى صاحب فكرة مشهديتَي “بيروت رحلة عبر الزمن” و”ألوان بيروت” ومخرجهما المدير التنفيذي لشركة Its communication داني الجرّ شرح تفاصيل هذين العرضين. وإذ ذكّر بأن مشهدية “رواية بيروت”ُ أبهَرَت اللبنانيينَ واستحوَذَت على اهتمامِ الإعلام العالميّ سنة 2016، قال: “سَنَستَكمِلُها هذه السنة بعَرضَين فنيَينِ، على شاشة تفاعلية عملاقة هي واحدةٌ من الأكبر في العالَم، ستُقام في قَلبِ مَيدانِ سباق الخيل.
وقال إن عرضُ “بيروت رحلة عبر الزمن”، سيمتدُّ خمسةَ أيام، من 28 حزيران إلى 2 تمّوز، موضحاً أنه جزءٌ ثانٍ لعرض رواية بيروت، “بالروحيةِ نفسِها ولَكِن مع التركيز على فصولٍ أخرى من قصة المدينة”. وأشار إلى إنها “رحلةُ شَخصٍ مِنْ أصولٍ لبنانيّة يُحقّق أمنيةَ والدِه بزيارة بَلَدِه الأم، حيث يكتشفُ الروائع التي شَكّلَت بيروت عبر العصور”. وأضاف: “وهذه المشهديةُ التي ستأخذُ الجمهورَ في رحلةٍ إلى أجمل الحَقَباتِ التي عاشَتْها عاصمَتُنا الحبيبة، والمراحلِ التي مَرَّتْ بها، سيُرافِقُها الفنان غي مانوكيان عَزفاً وجورج خبّاز نصّاً وتعليقاً، إضافة إلى نحو 30 راقصاً، وأوركسترا سمفونيّة تضمُّ أكثر من 70 عازفاً”.
أما العرضُ الثاني فعنوانُه “ألوان بيروت”، يمتدُّ أربعةَ أيام، من 3 إلى 6 تمّوز، وهو، بحسب الجرّ، َ “مِنَ النوع التحريكي، موجّهٌ إلى الأولادِ مِنْ كلِ الأَعمار، أطفالاً ومراهقين وحتى للكبار، يُعرّفُهُم على تاريخ بلدِهِم بطريقةٍ سَهلَةٍ وبسيطةٍ ومُبتكَرَة تُناسِبُ أعمارَهُم، ويأخذُهُم في رحلةٍ ومغامرةٍ تعليميّة يكتشفونَ مِنْ خِلالِها روائعَ بَلَدِهِم الجميل”.
(خاص)