” مركز الشباب البقاعي التربوي “مشروع واعد لرفع الحرمان عن البقاع الغربي وراشيا _تحقيق مصوّر

خاص – nextlb عاطف البعلبكي

على رابية من روابي البقاع الغربي الخضراء ، إرتفع بناء “مركز الشباب البقاعي التربوي” شيئا فشيئا حتى الإكتمال ، بهمة كوكبة من الشباب الذين آمنوا بقدراتهم وبحاجة مجتمعهم البقاعي الذي يعاني من الحرمان المزمن منذ دولة لبنان الكبير وحتى حينه ، فهبوا متكاتفين لتغيير هذا الواقع المؤلم موقنين بأن يد الله مع الجماعة ، تحقيقا لمبدأ تكافؤ الفرص لتوفير إمكانية تعليمية وثقافية لأفراد مجتمعهم البقاعي الذي حضنهم أطفالا ويافعين حتى أكملوا تحصيلهم العلمي ، وإتاحة المزيد من الفرص لمساعدة من قست عليهم الظروف ، ومنعتهم من متابعة تحصيلهم العلمي في كل المستويات التعليمية منذ مرحلة الروضة وحتى المرحلة الثانوية .

nextlb التقى أمين سر جمعية الشباب البقاعي الدكتور خالد الصميلي ، الذي عرف بالجمعية وبأهدافها ملقيا الضوء على ما حققته في بناء “مركز الشباب البقاعي التربوي” ، هذا المشروع الريادي الواعد على صعيد البقاع الغربي وكل لبنان ، بالقول “نحن مجموعة من الشباب من مختلف القرى البقاعية ، عانى معظمنا من الصعوبات المادية لإكمال تعليمه الجامعي، وترك كثيرون من جيلنا – ومنهم زملاء لنا – جامعاتهم بسبب عدم قدرتهم على دفع أقساطها ، وهذا ما يحصل في كل عام لكثير من المتفوقين ، إذ يصبح التعليم الجامعي حكراً على القادرين مادياً . ومن هنا كانت فكرة أنشاء “جمعية الشباب البقاعي” لتكون عوناً لهذه الفئة من الطلاب.

ويضيف الدكتور الصميلي ” بعد سبعة أعوام من العمل (بدءا من عام 2010 عندما نالت الجمعيةً الترخيص لدى الجهات الرسمية ) تضم الجمعية ما يزيد عن 200 كادر، من أساتذة جامعيين ومدرسين ومن أصحاب مهن حرة، وزاد عدد الطلاب المستفيدين من تقديمات الجمعية ليبلغ في العام الدراسي الحالي 160 مساعدة جامعية بالمقارنة مع 150 مساعدة في العام الماضي.
وعلى الصعيد التربوي ، أجرت لجنة متخصصة في الجمعية دراسة إحصائية لنتائج شهادة البكالوريا الرسمية في لبنان بشكل عام وفي منطقتنا بشكل خاص . وظهر من خلال نتائج الدراسة بأن نسبة النجاح ونسبة التفوق لتلاميذ منطقة البقاع الغربي وراشيا هي الأضعف بالمقارنة مع باقي المناطق اللبنانية.
وإنطلاقا من هذه الدراسة والمعطيات إتخذت الجمعية قرارها بإنشاء “مركز الشباب البقاعي التربوي”، ونأمل من خلاله أن نساهم في تحسين الواقع التربوي في منطقتنا وفي تحقيق رؤية الجمعية في مجالات التنمية بشكل عام والتربية بشكل خاص.

مركز الشباب البقاعي حلم تحقق

يقوم “مركز الشباب البقاعي التربوي” على قطعة أرض مساحتها 11765 مترا مربعا مسجلة على إسم الجمعية وتقع في خراج بلدة عيتا الفخار بجانب طريق عام المصنع – راشيا . وتتميز هذه النقطة بمركزيتها وقربها جغرافياً للمنطقة التي يهدف المشروع الى خدمتها والتي تشمل كافة بلدات وقرى قضاء راشيا بالإضافة الى معظم قرى البقاع الغربي وبعض بلدات البقاع الأوسط.
وتكمن أهداف المركز في تأهيل النشء أخلاقيا وأدبيا واجتماعياً وعلمياً للدخول في خضمّ الحياة وفي ظل طغيان العولمة. ومد التلميذ بالخبرات والمهارات والمعرفة لكي يتمكن من المشاركة بجدية في بناء مجتمعه.
كما يركز المشروع على بناء جيل من الكوادر الشبابية البقاعية المهيأة والقادرة على النجاح والإنتاج والتميُز في التحصيل الجامعي ، وتعزيز مفاهيم الجماعة والعيش الوطني والتركيز على دور الأسرة كوحدة إجتماعية تكاملية ، تضع نصب أعينها القيم الأخلاقية والإنسانية والدينية.
وكذلك أولت الجمعية اهتماما خاصا بأبناء المهاجرين من أبناء المنطقة ، والعمل على صهرهم في ثقافة مجتمعها عبر تأمين مناهج خاصة بها ، وتفعيل عملية التوجيه التربوي والتعريف بالمهن والإختصاصات وسوق العمل من خلال برامج المركز.

ويشمل المخطط الشامل لهذا الصرح التربوي عدة مبان للتدريس ، ويغطي جميع المراحل التعليمية من الروضة والأساسي والمتوسط والثانوي تراعي جميعها المواصفات النموذجية المطلوبة من قبل وزارة التربية والتعليم العالي ، من غرف تدريس ومكاتب إدارية ومختبرات ومكتبة وقاعات للنشاطات الرياضية ، بالإضافة إلى بناء خاص بالإدارة وقاعة محاضرات ومساحات خضراء وملاعب ، وجميع مستلزمات التعليم الحديث الناجح.
وبدأت المرحلة الأولى ببناء مبنيين مخصصين لإستيعاب حوالي 500 تلميذ من أطفال الروضة وتلامذة مرحلتي التعليم الإساسي ، بالإضافة إلى بعض المكاتب الإدارية والمختبرات. ويعمل مجلس إدارة المركز ومن خلفها الجمعية ، على أن تكون بكامل جهوزيتها للإستقبال الدفعة الأولى من أطفال الروضة وتلامذة مرحلتي الإبتدائي خلال شهر أيلول المقبل . على أن يستكمل بناء باقي المشروع على مراحل لاحقة بإذن الله.

خطة تربوية طموحة تنمي القيم وتحترم التعددية

وعن خطة ومنهج التدريس يوضح الدكتور الصميلي” تقوم فلسفة البرامج والمناهج التربوية والتعليمية في المشروع على دمج وتكامل عناصر أساسية في التعليم واعتماد اللغتين الانكليزية والفرنسية بالإضافة إلى العربية في التدريس ، وتعريف التلامذة بالمهن والتخصصات ، وإدخال التوجيه التربوي من خلال المناهج والبرامج ، واعتماد منظومة قيم وطنية وعربية وإسلامية وإنسانية تحترم التعددية والرأي الأخر وحقوق الأنسان.
ويختم الدكتور الصميلي حديثه بالتركيز على أن الجمعية ليست لها أهداف تجارية ، وهي تسعى لمساعدة التلامذة المتميزين من ذوي الأوضاع الإجتماعية الصعبة. وتقوم رؤية المركز على تأمين الإكتفاء الذاتي المالي واستخدام أي فائض في مساعدة الطلاب المحتاجين والمميزين على متابعة تحصيلهم الجامعي، بالإضافة إلى تطوير المركز بشكل عام .

وجدير بالذكر أن أعضاء الجمعية ، وقبل طلب المساعدة من أهل الخير من خارجها ، أخذوا على عاتقهم تأمين كلفة شراء الأرض للمشروع ، وقد سجل العقار بإسم الجمعية وما تم تشييده حاليا كان بمساهمة أعضاء من الهيئة الإستشارية للجمعية ومن أهل الخير في المنطقة.

رسالة جمعية الشباب البقاعي ووسائل تحقيقها

تتلخص رسالة الجمعية في العمل على تفعيل دور الشباب في تحسين واقع مجتمعهم من خلال تأمين الوصول الى العلم والمعرفة ومن خلال التوجيه المهني والأكاديمي السليم . ومن أبرز إنجازات الجمعية خلال العام الدراسي 2016-2017 تقديم المساعدات المادية والمنح الجامعية وإنشاء “مركز الشباب البقاعي التربوي” لتحقيق رؤية الجمعية و إقامة الإفطار الرمضاني السنوي برعاية وحضور سفير المملكة العربية السعودية الدكتور علي عواض عسيري.
وعلى صعيد التوجيه الأكاديمي الجامعي ، أقامت الجمعية سلسلة من المحاضرات مؤخرا ، لتوجيه تلامذة المرحلة الثانوية حول التخصص الجامعي وعلاقته بسوق العمل ، وتم خلالها عرض التخصصات المتوفرة في الجامعة اللبنانية وكيفية الدخول اليها وذلك في الثانويات الرسمية .
كما أقامت الجمعية في عام 2014 ولم تزل لحينه تقيم ، دورات تحضيرية مجانية للتلامذة المتقدمين إلى مباريات الدخول في كليات الجامعة اللبنانية. ووسعت الجمعية نشاطها ليصل إلى بلاد الإغتراب ، فأقامت عددا من لقاءات التعارف في كندا خلال عامي 2014 و 2015، تم تعريف أبناء الجالية من خلالها على نشأة الجمعية وأهدافها .

[email protected]

لمشاركة الرابط: