قبل التطرّق إلى تاريخ رالي لبنان الدولي الذي سينظمه النادي اللبناني للسيارات والسياحة في نسخته ال43 في 3 و4 و5 ايلول المقبل ، لا بد أن نلقي نظرة الى عراقة وقدم النادي اللبناني للسيارات والسياحة ATCL)) بين نوادي السيارات في منطقة الشرق الأوسط والعالم إذ تأسس في عام 1919 واحتفل منذ عامين بمئوية تأسيسه.
في عام 1951، قام خوسيه شدياق، بتنظيم رالي، من بين العديد من الأحداث، عُرف بإسم “دورة لبنان” مع مسار يقارب الـ 500 كيلومتر ووصول السيارات إلى “بيسين عاليه”. وبالتالي، إعتبر هذا الحدث أوّل رالي في منطقة الشرق الأوسط. فاز به لويس “لولو” بسول على متن “رينو فريغات”. وتم تنظيم النسخة الثانية من الحدث ذاته في عام 1955 مع نقطة النهاية في ميدان سباق الخيل في العاصمة اللبنانية بيروت وقد فاز به الشخص نفسه خلف مقود سيارة مماثلة. فالـ “رينو فريغات” كانت السيارة المسيطرة في تلك الحقبة، إذ بين هذين الراليين، قادها بيار حنينه للفوز بالنسخة الأولى من رالي “سوريا ـ لبنان” عام 1952.
رالي الجبل
وتعود جذور رالي لبنان الدولي تحت مسمى “رالي الجبل” إلى عام 1968 عندما وقف النادي اللبناني للسيارات والسياحة خلف فكرة تنظيم الرالي، وشهدت نسخته الاولى مشاركة 57 فريقا من بينهم 14 فريقا أجنبيا، خاضوا منافسات لمسافة 1100 كيلومتر عبر المناطق اللبنانية وإنتهى بفوز الراحل جان باسيلي مؤسس مجلة “سبور أوتو” وأنطوان سليم وفايز صهيون على متن “رينو 10”.
وأقيم الرالي للمرة الثانية عام 1970 وانتهى بفوز جيرار اصفر وأمين حمود على متن سيارة “رينو16″، وفي عام 1973 نظم رالي الجبل للمرة الثالثة وعاد شرف الفوز إلى جورج متى وجورج موغاني (فولكسفاكن 1303 أس)ـ النسخة الأخيرة لهذا الحدث قبل الحرب اللبنانية المشؤومة نظمت عام 1974 وكانت من نصيب طوني جورجيو وملاحه جان لو إده خلف مقود سيارة “رينو 12 غورديني”.
وفي عام 1975 إتخذ النادي كافة الإجراءات والتحضيرات لإقامة الرالي وتسجيله في سجلات الإتحاد الدولي للسيارات الذي إعترف به وأقره، إلّا أن الأحداث الأمنية حالت دون إقامته ليغيب حتّى عام 1979.
بعد أربعة أعوام من الإنقطاع عاد هدير السيارات إلى الطرق اللبنانية وإنتهت نسخة عام 1979 بفوز جورج ضومط وملاحه سمير شيخاني على متن “أودي 80 أل أس”.
وإعتبر عام 1980 نقلية نوعية في تاريخ هذا الرالي مع عودة الأسماء الكبيرة إلى المنافسات وكان الفائز به ألبير بسول وجيرار صونال خلف مقود “رينو 17 غورديني”.
وفي حقبة الثمانينات وفي ظل الحرب وأصوات المدافع غاب الرالي أعوام 1982 و1983 و1989 ومن ثم 1990 ، ومنذ ذاك لم يغب سوى مرتين وكان ذلك عام 2005 بسبب إغتيال رئيس مجلس الوزراء الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005 وفي العام 2020 بسبب انتشار جائحة “كورونا” .
ومن بين تلك المحطات نتوقف عند عام 1986 حيث شكّل الرالي حينذاك إحدى جولات بطولة قبرص للراليات وشهد مشاركة 60 فريقاً وإنتهى بفوز نبيل كرم(بيلي) وجو صغبيني (بورشه 911 أي سي آر اس)…
خلال تلك الفترة أبصرت بطولة الشرق الأوسط للراليات النور رسمياً عام 1984 وإنضم رالي الجبل إلى البطولة الإقليمية للمرة الأولى عام 1987 (9ـ 11 تشرين الأوّل) وإنتهى بفوز الثنائي الاماراتي محمد بن سليّم وملاحه جون سبيلر على متن “أوبل مانتا 400”.
رالي لبنان
في العام 1993 تبدل إسم الرالي ليصبح “مارلبورو رالي لبنان” وفاز به الفرنسي ألان أوراي مع ملاحه جان مارك أندريه (رينو كليو ويليامس)، وتلاه مواطنه جان رانيوتي.
وأصبح هذا الرالي محطة سنوية يستقطب سائقين من شتى أنحاء العالم مثل الايطالي ساندرو موناري الذي أحرز كأس الاتحاد الدولي لرياضة السيارات في العام 1977، إضافة إلى الفرنسيين جان رانيوتي وآلان أوراي.
والبارز أن السائق الفنلندي الشهير طومي ماكينن قاد سيارة خلال المرحلة الخاصة الاستعراضية في تسعينيات القرن الفائت.
وفي العام 1995، شارك بطل أوروبا للراليات لعام 1993 الفرنسي بيار سيزار باروني في الرالي . وفي العام 1998، شارك النروجي بيتر سولبرغ بطل العالم السابق واحتل المركز الثاني.
واستمرّت المشاركة العربية والدولية كالاماراتي محمد بن سليم، والسعودي عبدالله باخشب والقطري سعيد الهاجري ومواطنه ناصر صالح العطيّه والفرنسي ايف لوبيه والايطالي بييرو لياتي والاماراتيين عبدالله وخالد القاسمي وسهيل آل مكتوم إلى جانب السائقين اللبنانيين البارزين وعلى رأسهم روجيه فغالي، جان بيار نصرالله،سمير غانم،نبيل كرم(بيلي) ، موريس صحناوي المعروف بباغيرا، عبدو فغالي وميشال صالح وضومط بو ضومط والراحل زياد فغالي، وإدي أبو كرم وتامر غندور ونيكولا أميوني ورودريك الراعي …. وتطول اللائحة.
ولقد سيطر السائقون اللبنانيون بشكل واضح على الألقاب وأكثرهم فوزا هو روجيه فغالي صاحب 14 لقباً، يليه جان بيار نصرالله بثلاثة ألقاب، بينما أحرز الإماراتي محمد بن سليّم اللقب 4 مرات وكل من السعودي عبدالله باخشب والقطري ناصر صالح العطية مرة واحدة(عام 2019) في وقت فاز الفرنسي ألان أوراي برالي عام 1993 والإيطاليان أليكس فيوريو وبييرو لياتي عامي 1994 و2001 تباعاً.
ومنذ العام 2002 هذا هيمن أبناء وطن الأرز على العتبة الاولى لمنصة التتويج أحرز خلالها روجيه فغالي اللقب 14 مرة(رقم قياسي )، مقابل فوز جان بيار نصرالله وملاحه يوسف باسيل عام 2002 ونيكولا أميوني وملاحه شادي بيروتي عام 2014 وتامر غندور وملاحه سليم جليلاتي عام 2016.
ومنذ عامين ، احرز القطري ناصر صالح العطية اللقب وهو لقبه الأول في رالي وطن الأرز.
أما أبرز الفائزين في المقعد الساخن فهو الملاح جوزيف مطر برصيد 7 ألقاب، يليه مواطنه الملاح نبيل نجيم (5).
وفي عام 2020 غاب رالي لبنان بسبب الاقفال الرسمي العام ضمن الاجراءات لمكافحة وباء “كورونا” الذي اصاب العالم ولبنان بالشلل على غير صعيد.
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More