زلزال المغرب: الضحايا تجاوزوا 2000.. حداد وطني وتضامن عالمي

ارتفعت حصيلة أعنف زلزال ضرب المغرب إلى أكثر من 2000 قتيل، وقد أعلنت المملكة حدادا وطنيا مدّته 3 أيّام كذلك، ارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من 2000، بينهم أكثر من 1400حالة خطرة، فيما تُواصل فرق الإنقاذ جهودها وسط تضامن دولي كبير.
ارتفعت حصيلة ضحايا زلزال المغرب حتى الآن إلى 2012 قتيل و2059 جريح، وفق ما نقل مراسل الحرة عن التلفزيون الرسمي المغربي، وارتفع عدد الوفيات إلى 1293 بإقليم الحوز، و452 بإقليم تارودانت، و41 بإقليم ورززات، و15 بعمالة مراكش.
الأكثر تأثرا
وفي حين لم يتم تسجيل أي حالة وفاة جديدة بكل من أقاليم شيشاوة، أزيلال، أكادير إداوتنان، الدار البيضاء الكبرى، اليوسفية وتنغير، تواصل السلطات العمومية جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، وتعبئة كل الإمكانات اللازمة لإنقاذ الجرحى وإجلائهم.
وتتركز غالبية الوفيات في إقليمَي الحوز وتارودانت الأكثر تضررا اللذان يضمان قرى متناثرة يعيش أهلها على كفاف يومهم في منازل قديمة تراثية يصعب الوصول إليها في قلب جبال الأطلس الكبير
حداد وطني
وأعلن الديوان الملكي أن الملك محمد السادس ترأس مساء السبت اجتماعا لبحث الوضع في أعقاب الكارثة، تقرر خلاله “إﻋﻼن ﺣداد وطﻧﻲ ﻟﻣدة ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم، ﻣﻊ ﺗﻧﻛﯾس اﻷﻋﻼم اﻟوطﻧﯾﺔ”.
وأشار إلى إقامة صلاة الغائب في كل مساجد المملكة ترحّما على الضحايا.
وذكر بيان الديوان الملكي أن “ﺑﻌض اﻟمناطق ﺗﻌذّر اﻟوﺻول إﻟﯾﮭﺎ… وﻟم ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد اﻟوﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋم ﺑﮭﺎ واﻟﺷروع ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻹﻧﻘﺎذ إﻻ عند مطلع نهار” السبت.
وأكد اتخاذ إجراءات عاجلة شملت “ﺗﻌزﯾز اﻟوﺳﺎﺋل وﻓرق اﻟﺑﺣث واﻹﻧﻘﺎذ ﻣن أﺟل ﺗﺳرﯾﻊ ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻧﻘﺎذ اﻟﺟرﺣﻰ” و”ﺗزوﯾد اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺗﺿررة ﺑﺎﻟﻣﺎء اﻟﺻﺎﻟﺢ ﻟﻠﺷرب” وكذلك “ﺗوزﯾﻊ ﺣﺻص ﻏذاﺋﯾﺔ وﺧﯾﺎم وأﻏطﯾﺔ”.
كما شدد على مواصلة كل عمليات الإنقاذ على نحو عاجل، بمشاركة عناصر القوات المسلحة.
وعرضت قنوات محلية مساء السبت مشاهد جوية لبعض القرى وقد هدمت تماما، جلها من بيوت طينية، في مرتفعات منطقة الحوز الجبلية.
كما أظهرت مشاركة متطوعين من السكان المحليين في عمليات إنقاذ.
واستيقظت المملكة السبت على هول الصدمة والهلع غداة الهزّة التي بلغت قوّتها 7 درجات على مقياس ريختر، حسب ما ذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، مشيرا إلى أن مركزها يقع في إقليم الحوز، جنوب غرب مدينة مراكش، المقصد السياحي الكبير.
قرية مدمرة
من بين القرى التي تكاد تكون دُمّرت تماما، قرية تفغاغت الواقعة على بُعد حوالى 50 كيلومترا من بؤرة الزلزال، ونحو 60 كيلومترا جنوب غرب مراكش. ونادرة هي الأبنية التي لا تزال قائمة فوق تراب هذه القرية الجبلية.
وواصل أفراد من القوات المسلّحة الملكيّة البحث لانتشال جثت وسط الأنقاض مساء السبت. وكان سكّان القرية يتوافدون إلى مقبرة لدفن نحو سبعين ضحيّة وسط الصراخ والنحيب، وفق مراسلي وكالة فرانس برس.
وأعرب الشيخ عمر بنهنا (72 عاما) عن صدمته قائلا “توفي ثلاثة من أحفادي (12، 8 و4 أعوام) ووالدتهم. لا يزالون تحت الأنقاض.. قبل وقت قصير فقط كنا نلعب معا”.
وأضاف “بتنا ليل الأمس في العراء بدون ماء وبدون طعام”.
ولا تزال الشابة نزهة اوتزيوغ عاجزة عن استرجاع توازنها جراء هول الكارثة. وقالت “لم يمت أحد من عائلتي لكنّ جيرانا مقرّبين رحلوا. كنا قريبين جدا من بعضنا. ما زلت تحت الصمدة. منذ أمس لا أقوى على الكلام ولا المشي ولا حتى أن أظل واقفة”.
في الطريق نحو هذه القرية، كانت الأجواء الجنائزية نفسها تخيّم على قرية مولاي إبراهيم، حيث واصل سكّان دفن ضحايا الكارثة، بينما كانت فرق الإنقاذ تحاول البحث عن ناجين تحت الأنقاض، حسب ما شاهد فريق وكالة فرانس برس مساء السبت.
وهذا أقوى زلزال يضرب المغرب. لكنّه وُصِف أيضا بـ”الاسثتنائيّ” نظرا إلى بؤرته الواقعة في قلب جبال الأطلس الكبير.
وأوضح المُكلّف بقسم عمليّات الإنقاذ في المديرية العامة للوقاية المدنية هشام شكري للتلفزيون الرسمي “نحن أمام حالة طارئة لكن في الوقت نفسه اسثتنائيّة، لأنّ لا أحد من السكّان كان يتوقّع حدوث زلزال في هذه المنطقة (…) قوّته ومكانه يجعلانه زلزالا استثنائيا”.
من جهته، رجّح مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء ناصر جبور ارتفاع حصيلة الضحايا “بالنظر إلى قوة الزلزال واتّساع الرقعة الجغرافية للمنطقة المنكوبة”.
إجراءات عاجلة
قال الديوان الملكي إنّ الملك أعطى تعليمات لاتّخاذ إجراءات عاجلة، أبرزها “التكفّل الفوري بكافة الأشخاص بدون مأوى جراء الزلزال، ولا سيّما في ما يرتبط بالإيواء والتغذية”.
وشملت التعليمات أيضا “ﻓﺗﺢ ﺣﺳﺎب ﺧﺎص ﻟدى اﻟﺧزﯾﻧﺔ وﺑﻧك اﻟﻣﻐرب (المصرف المركزي)، ﺑﮭدف ﺗﻠﻘّﻲ اﻟﻣﺳﺎھﻣﺎت اﻟﺗطوﻋﯾﺔ اﻟﺗﺿﺎﻣﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن واﻟﮭﯾﺋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ”، اضافة الى “وضع ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ﻹﻋﺎدة ﺗﺄھﯾل وﺗﻘدﯾم اﻟدﻋم ﻹﻋﺎدة ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻧﺎزل اﻟﻣدﻣرة”.
ومنذ صباح السبت شهدت مراكز التبرّع بالدم توافد كثير من المتبرّعين في مدن عدّة، بحسب صور نشرتها وسائل إعلام محلية، بعدما دعا “المركز الجهوي لتحاقن الدم” في مراكش المواطنين إلى التوجّه إلى مقرّه السبت.
وأثار الزلزال هلعا عارما في البلاد، خصوصا أن سكّان مدن عدّة بعيدة عن مركزه شعروا به. وفضّل كثيرون في مراكش خصوصا قضاء الليل في العراء جرّاء الهلع وشائعات عن احتمال حدوث هزات ارتدادية، في بلد لم يَعتَد الزلازل العنيفة.
وأظهرت مشاهد انهيار جزء من مئذنة في ساحة جامع الفنا الشهيرة التي تعتبر قلب مراكش النابض، ما أسفر عن سقوط جريحين.
وتوالت ردود الفعل المعزّية بضحايا الزلزال، من فرنسا والولايات المتحدة وإسبانيا وروسيا والصين وأوكرانيا والأردن والسعودية والإمارات ومصر وغيرها من البلدان.
وأعرب العاهل المغربي ﻋن “ﺧﺎﻟص ﺷﻛر اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﺷﻘﯾﻘﺔ واﻟﺻدﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﺑّرت ﻋن ﺗﺿﺎﻣﻧﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﺷﻌب اﻟﻣﻐرﺑﻲ”.
تضامن عالمي
وتضامن العالم مع المغرب فأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن “حزنه الكبير وأكد استعداد بلاده لتقديم أي مساعدة ضرورية للشعب المغربي وكذلك فعل نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون مغردا بالعربية على منصة إكس وعارضا مساعدة بلاده وأطفأ برج إيفل مساء السبت تكريما لضحايا الزلزال

مونت كارلو الدولية

لمشاركة الرابط: