أعلنت السلطات السودانية ووسائل الإعلام الرسمية عن نجاة رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، من محاولة اغتيال، أمس الاثنين ، في هجوم بـعبوة ناسفة استهدف موكبه في العاصمة الخرطوم.
واختير حمدوك، رئيساً للحكومة الإنتقالية في السودان، بعد اتفاق بين قوى إعلان الحرية والتغيير، المحرك الرئيسي للإحتجاجات التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير، والمجلس العسكري، في أغسطس/آب الماضي 2019 .
وقال حمدوك على تويتر: “أود أن أؤكد للشعب السوداني أنني بخير، وفي حالة جيدة”، وأضاف أن ما حدث “لن يوقف مسيرة التغيير، ولن يكون إلا دفقة إضافية في موج الثورة العاتي، فهذه الثورة محمية بسلميتها، وكان مهرها دماء غالية بذلت من أجل غد أفضل وسلام مستدام” ، ولم تتوفر بعد أي معلومات عن من يقف وراء الهجوم.
الموقف الرسمي السوداني
بينما خلفت مشاعر صدمة لدى السودانيين الذين لم تعرف بلادهم مثل هذه الإعتداءات في تاريخها السياسي. وقال مجلس الوزراء في بيان تلاه على الصحفيين وزير الثقافة والإعلام الناطق باسم الحكومة فيصل محمد صالح ، إن موكب رئيس الوزراء “تعرض لتفجير إرهابي وإطلاق رصاص أسفل كوبري كوبر، ولم يصب رئيس مجلس الوزراء بأي أذى وكذلك المجموعة المرافقة له” ما عدا أحد أفراد الفرقة التشريفية الذي أصيب بشكل طفيف في كتفه”.
وأضاف بيان مجلس الوزراء أن حمدوك “يمارس مهامه بمكتبه وقد بدأت السلطات الأمنية إجراءاتها للتحقيق في الحادث” ، وأشار البيان إلى أنه “سيتم التعامل بالحسم مع المحاولات الإرهابية.. نحن نعلم أن هنالك من يستهدف ثورة الشعب السوداني والمكاسب التي حققها” لكنه أكد أن “مسيرتها مستمرة ولن تفقد بوصلتها”
وبث التلفزيون الرسمي صوراً لحمدوك وهو يستقبل أعضاء تحالف الحرية والتغيير الذي قاد الإحتجاجات ضد نظام عمر البشير، وأعضاء مجلس الوزراء أمام مكتبه وهو يصافحهم ويبتسم ويبدو في حالة جيدة.
ودعا تحالف الحرية والتغيير المواطنين إلى الخروج في مواكب قائلا “إننا ندعو كافة جماهير شعبنا في العاصمة للخروج في مواكب والتوجه إلى ساحة الحرية لإظهار وحدتنا”. وقرب مكان الحادث في منطقة كوبر شمال العاصمة خرج العشرات وهم يهتفون “بالروح بالدم نفديك يا حمدوك”
تنديد عربي ودولي
ولقيت محاولة الاغتيال التي نجا منها رئيس الوزراء السوداني في الخرطوم تنديداً عربياً ودولياً، وأدانت جامعة الدول العربية استهداف موكب رئيس الوزراء السوداني، وعبرت عن صدمتها إزاء محاولة اغتياله، كما جددت التزامها بالوقوف مع السودان في عملية الانتقال الديمقراطي
وقال المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية تيبور ناجي إن واشنطن على علم بالهجوم على موكب حمدوك وتراقب الوضع عن كثب. وأضاف أن الولايات المتحدة “تدعم بقوة حكومة السودان الإنتقالية التي يقودها المدنيون وتقف إلى جانبها والشعب السوداني”
وقال مراسل الجزيرة في الخرطوم إن والي الخرطوم لمح إلى وجود بصمات خارجية في المحاولة الفاشلة، معتبراً أنها المرة الأولى في تاريخ السودان التي يستهدف فيها مسؤول سوداني رفيع بعملية كهذه، وهو أسلوب دخيل وغير معروف في الساحة السياسية السودانية
عملية التفجير
وعن تفاصيل العملية، نقلت الجزيرة نت عن مصادر موثوقة أن الانفجار نجم عن انفجار عبوة ناسفة وضعت في سيارة هيونداي كانت تقف على الشارع الرئيسي ولم يكن داخلها أحد.
وأفادت بأن الإنفجار أصاب السيارة الأولى المخصصة للحماية وداخلها فريق الحراسة الأمني، وأن السيارة الثانية التي كانت تسير بسرعة إصطدمت بالأولى، ويرجح أنها كانت تقل رئيس الوزراء، وتحطم زجاجها.
المصدر : وكالات – الجزيرة نت