غزة لوت ذراع إسرائيل ولم تستسلم

أُجبر رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أخيرا، على الموافقة على صفقة وقف اطلاق النار وانهاء الحرب على غزّة، واطلاق سراح الرهائن والمحتجزين الإسرائيليين والاجانب والمعتقلين الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، بضغط من إدارة الرئيس الاميركي المنتهية ولايته بعد ايام جو بايدن، الذي يسعى لوضعها في لائحة انجازات عهده،والرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي يتسلم مهامه بعد أيام معدودة، بالرغم من كل محاولاته لاطالة امد الحرب، بارتكاب مزيد من المجازر ضد ابناء الشعب الفلسطيني،وتدمير كل مقومات الحياة في القطاع، ومنع وقفها بكل وسائل القتل والخراب، تفاديا لردات فعل سلبية وتفاعلات على مستقبله السياسي في الداخل الاسرائيلي.
وافق نتنياهو على الصفقة التي شملت انهاء الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، عن طريق التفاوض المضني الذي استمر شهورا مع حركة حماس،وليس عن طريق الفرض والاستسلام المذل تحت ضغط القصف والتدمير الممنهج والتهجير القسري للمدنيين والتجويع واستهداف المستشفيات في كل انحاء القطاع، ولم يحقق الاهداف التي شن الحرب العدوانية لاجلها، كما اعلن امام الإسرائيليين والرأي العام العالمي أكثر من مرة،وهي القضاء على حركة حماس واستعادة المحتجزين والرهائن الاسرائيليين والاجانب بالقوة، واحتلال القطاع نهائيا وضمه لإسرائيل، بناء لطموح حلفائه اليمينيين المتطرفين في الحكومة الحالية.
يخرج جيش الاحتلال الإسرائيلي من اجتياح القطاع، وتدميره وقتل وجرح عشرات الالاف من الفلسطينيين، مضرجا بمقتل العديد من جنوده بفعل عمليات المقاومة ضده قبل ايام من التوصل إلى اتفاق لوقف النار، واستمرار استهداف عناصره واطلاق الصواريخ على حشوده،ولم يستطع تهجير ابناء القطاع إلى خارجه في الدول المجاورة، كما حاول مرارا منذ اجتياح القطاع،بفعل صمود الفلسطينيين بأرضهم، والرفض القاطع من قبل جمهورية مصر العربية لهذا التهجير.
خلاصة الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، بدعم الولايات المتحدة الأميركية غير المسبوق لإسرائيل، وكافة الأسلحة التدميرية التي استعملت ضد الشعب الفلسطيني،واغتيال قادة كبار من حركة حماس، تظهر استحالة القضاء على مقاومة الشعب الفلسطيني ضد إسرائيل، لتحرير أرضه المحتلة واقامة دولته المستقلة، وانه لا بد من أخذ العبرة مما حصل،من هذه الحرب التدميرية، والاخذ بعين الاعتبار مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة، من قبل الدول العربية والمجتمع الدولي، وعدم التهاون فيها، او تهميشها من جديد، بناء لأهداف إسرائيل، لتفادي عملية او عمليات مماثلة لطوفان الاقصى، او حتى أقصى منها واشد.

اللواء – معروف الداعوق

لمشاركة الرابط: