إستنكرت رئيسة جمعية تراث طرابلس- لبنان الدكتورة جمانة الشهال تدمري “محاولة هدم المبنى الأثري في شارع المطران من قبل صاحبه من آل السبسبي تحت جنح الظلام بعد استحصاله على رخصة هدم من وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال محمد وسام المرتضى”.
وسألت: ” أي ثقافة هذه التي يحملها الوزير المرتضى وهو يخط بيده رخصة هدم مبنى أثري كان مدار بحث ومتابعة من قبلنا ومن قبل كل من يرفض هدم هوية مدينة طرابلس والتي كانت وللأسف أهم مدينة بآثارها المملوكية، كما تراثها الغني على مدى العصور . منذ فترة ونحن نشهد على أعظم مجزرة تراثية في تاريخ الإنسانية حيث يقوم كل من يريد بيع حجارة مبناه ومن ثم هدمه دون حسيب أو رقيب في ظل الغياب التام للدولة والمعنيين من وزارات وبلديات ومسؤولين. هؤلاء هم تجار بلا ضمير يريدون الإستثمار على حساب طمس الهوية وتشويه التاريخ من أجل بناء عادي يمكنهم إنشاؤه في أي أرض جديدة يختارونها بعيداً عن كنز طرابلس التراثي ووسطها التاريخي”.
أضافت: “بالأمس مبنى الزاهرية والذي تألمنا لمشاهده وقد سوي بالأرض جهراً ودون اي عقاب واليوم مبنى المطران ، الأول في مدخل المدينة القديمة والثاني مجاور لشارع عزمي الحيوي ضمن نسيج معماري متناسب، وبدلاً من أن يلجأ صاحبه لترميمه يقوم بهدمه وكأن سياسة طمس تراث المدينة هي سياسة ممنهجة للقضاء عليها يمعن اهلها بتنفيذها دون ان يقدروا الاذى الذي يقومون به في حذف جمالية المدينة وطمس تاريخها كلياً، وهنا بالفعل يكمن تشويه صورتها وتحويلها من مدينة غنية بالآثار الى مدينة لا تمت لواقعها بصلة، لم تعد مسألة الحفاظ على التراث ترفاً بل اصبحت مسألة وجودية”.
وسألت “لماذا نرى في مدينة الميناء والتي لا تبعد سوى دقائق عن طرابلس إهتماما بالغا بترميم أحيائها وأبنيتها التراثية وبشكل رائع بحيث باتت مقصداً للزوار من كل المناطق، بينما طرابلس غارقة في الظلم والحرمان والقهر والسعي لدفن نسيجها المعماري، إما بالإهمال أو بالهدم، وهذا أيضاً لا يصب إلا في مصلحة الحقودين الكارهين لطرابلس بماضيها وحاضرها ومستقبلها”.
أضافت: “نسأل كل معني وفي المقدمة وزير الثقافة كيف توقع رخصة هدم ومن ثم يصار الى توقيف الهدم بقرار صادر عن المدعي العام علي إبراهيم في إشارة الى عدم قانونية الرخصة؟ لماذا كل هذا الإمعان في حرق مدينة طرابلس؟نقول لجميع من يسعى إلى هدم تراثنا لن تبقى طرابلس متروكة،ولن نسمح بإبادة آثارها وكأنها لم تكن، فنحن أهلها ولنا الحق بالوقوف في وجه كل من يكن العداء لنهوضها، وهذه النهضة لن تكون إلا بإحياء أبنيتها التراثية والتي تضج بها الأسواق الداخلية، فإمّا ترميمها وإمّا رفع اليد عنها وعدم السماح بهدمها لحين يتم تأمين التمويل المطلوب لتأهيلها”.
المصدر : وطنية