
أعلنت السلطات الأردنية الثلاثاء عن توقيف 16 شخصا على خلفية تصنيع أسلحة (صواريخ ومسيرات) والتخطيط لشن هجمات من الأراضي الأردنية و”إثارة الفوضى والتخريب داخل البلاد”.
بعد إعلان المخابرات الأردنية عن توقيف 16 شخصا من المشتبه بهم بقضية تصنيع صواريخ وأسلحة داخل البلاد، تناقلت وسائل إعلام عن مصادر رسمية أن المجموعة تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وأنها كانت بصدد تنفيذ عمليات في الداخل الأردني وعبر الحدود (ضد إسرائيل).
ووفقا لبيانات السلطات، كشفت شبكة اتصالات الموقوفين أنهم تعاملوا مع جهات خارجية وتلقوا أموالاً من دول أجنبية (إقليمية)، وأنهم تلقوا تدريبات في جنوب لبنان، الأمر الذي يشي بأنهم كانوا على علاقة مع حزب الله وحركة حماس. أما بالنسبة للتمويل، فنقلت وسائل إعلام محلية أن هناك دلائل تشير إلى إيران، في إطار ما يبدو أنه محاولة لإشعال الجبهة الشرقية لإسرائيل.
وكان وزير الاتصال الحكومي الأردني محمد المومني قد أورد أن “هناك انتماءات سياسية للمتهمين، وهم منتسبون لجماعة (لم يسمها) غير مرخصة ومنحلة بموجب أحكام القانون”، مشددا على أن “الأردن لم ولن يقبل المسوغات لتبرير ما جرى، لأنه تم على الأرض الأردنية، ويشكل تهديدا مباشرا على الأمن الوطني الأردني وعلى سيادة الدولة الأردنية”.
لبنان يتضامن مع الأردن
وعقب بروز المعطيات بشأن تلقي الموقوفين تدريبات في لبنان، اتصل الرئيس اللبناني جوزيف عون هاتفيا بالملك الأردني عبد الله الثاني، وأبدى كامل استعداده للتنسيق والتعاون بين البلدين. كما أوعز للجهات المعنية اللبنانية بالتنسيق مع نظيرتها الأردنية لتبادل المعلومات والتنسيق.
وكان رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام قد عبر لنظيره الأردني جعفر حسان عن رفضه أن يكون لبنان “مقراً أو منطلقاً لأي عمل من شأنه تهديد أمن أي من الدول الشقيقة أو الصديقة”، مؤكدا تضامن لبنان مع الأردن و”كل الاستعداد للتعاون مع السلطات الأردنية بما يلزم بالنسبة للمعلومات التي تحدثت عن تلقي بعض المتورطين بهذه المخططات تدريباتهم في لبنان”.
الرئاسة الفلسطينية تدين “المخططات الإرهابية”
ورفضت الرئاسة الفلسطينية محاولات “زعزعة الاستقرار” في الأردن، وأعربت في بيان عن “إدانتها الشديدة ورفضها للمخططات الإرهابية التي كانت تهدف للمساس بالأمن الوطني وإثارة الفوضى داخل الأردن”.
وأكد بيان الرئاسة الفلسطينية “وقوفها إلى جانب الأردن في مواجهة هذه المؤامرة الإرهابية، وثقتها المطلقة أن الأردن حكومة وشعبا وقيادة، قادر على إفشال هذه المؤامرة بكل كفاءة واقتدار تحت قيادة الملك عبد الله الثاني بن الحسين”، مشددة على أن من “يحاول استهداف الأردن وإضعافه إنما يستهدف فلسطين وإضعافها”.
تصنيع صواريخ وتدريب عناصر داخل الأردن وفي الخارج
يذكر أن المخابرات الأردنية كانت تتابع مخططات وأنشطة المجموعة الموقوفة منذ عام 2021، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الأردنية “بترا”.
ووفقا للوكالة، كشفت التحقيقات أنه إضافة للتخطيط لتصنيع صواريخ، ضبط بحوزة المجموعة مواد متفجرة وأسلحة نارية صاروخ مجهز للاستخدام، كما ضبط مشروع لتصنيع طائرات مسيرة. التحقيقات أوردت أن الموقوفين قاموا بتجنيد وتدريب عناصر داخل البلاد وخارجها.
وبثت وسائل إعلام محلية أشرطة مصورة للموقوفين، أدلوا خلالها باعترافاتهم بالتهم الموجهة إليهم، مؤكدين انتماءهم لجماعة الإخوان المسلمين.
بالمقابل نفت جماعة الإخوان في الأردن أي صلة لها بتلك المخططات، مؤكدة أنها “أعمال فردية لا علم للجماعة بها ولا تمت لها بصلة”.