تتواصل عملية ترميم مسجد محمد الأمين (ص) منذ 15 آب الماضي عندما بدأت الرحلة من حيث رسمت الأضرار فيه لوحة خراب جراء كارثة مرفأ بيروت، والتي لا تزال تداعياتها شاهدة على حجم دمار طال البشر والحجر، إلا أن العاصمة نفضت الغبارعنها لتعود بهمة أبنائها وتقف من جديد.
حلم بيروت الذي حققه الرئيس الشهيد رفيق الحريري ببناء هذا المسجد منح المدينة رمزية دينية وسياحية كبيرة، وهو ما سعى شفيق الحريري، شقيق الرئيس الشهيد ،الى تكريس المحافظة عليه وأخذ على عاتقه عملية الترميم من خلال الشركة العامة للبناء والمقاولات”جينيكو” التي يملكها،بغية إعادة الحياة الى مرفق ديني بات وجهة لزوار بيروت ، ويختصر بواجهته الحجرية الصفراء، ومآذنه العالية، وقببه ذات الزخارف الزرقاء حقبة تاريخية من زمن لبنان.
تحول المسجد بطوابقه و قاعاته الى خلية عمل تتوزع فيها فرق الصيانة منذ قرابة شهر ونصف، وأوضح المهندس المشرف على أعمال الترميم فؤاد جردلي من شركة “جينيكو” لـ”مستقبل ويب” أن قرابة 100 عامل يتوزعون كل حسب مهامه في ورشة ينتظر أن تنتهي في شباط فبراير المقبل، من أجل إعادة المسجد بصورته السابقة.
وتشمل الأعمال بحسب جردلي ترميم الأسقف المستعارة في قاعات الصلاة المخصصة للرجال والنساء، وكذلك الأبواب والواجهات والنوافذ والقبب وزخارفها، بالإضافة إلى الواجهات الزجاجية والخشبية.
القسم الأكبر من الأضرار طال قاعة الرجال التي يتم إعادة ترميمها بالكامل، وكذلك قاعة النساء، والمكتبة، كما أن هناك أضراراً في المفروشات و الثريات التي يتم تصليحها و تغليفها بإنتظار الإنتهاء من تركيب الأسقف المستعارة، فيما تعمل الفرق الأخرى على صيانة الأبواب الخشبية. أما الطوابق السفلية حيث خزانات المياه و المازوت وشبكة التهوئة ،بحسب جردلي هي أقل تضرراً، وكذلك قاعة الرئيس الشهيد التي تقام فيها صلاة الجمعة حالياً.
وأكد جردلي أنه فور انتهاء هذه الأعمال،سيقوم عمال الدهان والرسامون بإعادة الزخارف الى ما كانت عليه قبل الإنفجار، كما سيتم صيانة شبكات الكهرباء والتكييف، مشيراً إلى ان الإنتهاء الكامل للترميم سيكون نهاية شباط فبراير المقبل على أبعد تقدير، فيما هناك إمكانية للإنتهاء من الأعمال في قاعة الرجال نهاية العام الحالي، كونها تأخذ الأولوية لناحية تسريع صيانتها.
وشدد على أن أساسات البناء سليمة، والترميم يتم وفق الأصول بالتنسيق مع المهندس المصمم للمسجد،ليعود إلى الحالة التي كان عليها في السابق، إنطلاقاً من كونه تحفة معمارية وأيقونة تراثية.
المصدر : مستقبل ويب
تصوير: حسام شبارو