شارك وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال المهندس زياد المكاري في “منتدى الاقتصاد العربي”، الذي أقيم قبل ظهر اليوم في فندق فينيسيا – بيروت، تحت عنوان “لبنان: الطريق الى النفط”، برعاية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومشاركة اقصتادية عربية ودولية.
وترأس المكاري الجلسة الثالثة من المنتدى بعنوان:”الاغتراب اللبناني: رافعة التعافي والنهوض”، والتي تحدث فيها كل من رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية الوزير السابق محمد شقير، رئيس اتحاد مجالس رجال الاعمال اللبنانية الخليجية المهندس سمير الخطيب والرئيس التنفيذي لمجموعة الاقتصاد والاعمال رؤوف أبو ذكي.
المكاري
وافتتح المكاري الجلسة بكلمة قال فيها: “اتوجه اليكم في هذا المؤتمر كشاب لبناني، ابن مهاجرين ومغتربين، جد أبي غادر إلى فيلادلفيا عام 1910. عاد إلى لبنان ثم عاد وغادر إلى كاليفورنيا، فلذلك انا اعتبر اننا عائلة لبنانية زغرتاوية، أبناء مهاجرين”.
ولفت الى “ان الاغتراب الاول كان مختلفا عن الاغتراب اليوم”، عارضا للامورالتي أوصلت اللبنانيين إلى ما هم فيه اليوم، وقال :” الازمة في السنوات العشر الاخيرة زادت النزف الحاصل،وبخاصة في السنوات الثلاث الأخيرة، وقد خسرنا عشرات آلاف الشابات والشبان لاسباب عدة، والتي نضعها جميعا على عاتق الانهيار الاقتصادي الذي حصل بعد ثورة 17 تشرين الاول، إنما هي بدأت منذ 2011، حين بدأت الموجات الأولى للنزوح السوري، الذي خسر لبنان قرابة الخمسين مليار دولار ككلفة مباشرة على الاقتصاد اللبناني ووصلنا الى نسبة بطالة بلغت نسبتها ال38 في المائة”.
أضاف :” أنا اتحدث كلبناني قرر البقاء في الوطن، وألا يسافر ويقنع أولاده بعدم السفر وألا يهاجروا”. ومن سلبيات الهجرة الأخيرة التي وصلت نستها كما ذكرت الى 38 في المائة، حيث أن الفئة العمرية للمهاجرين هي من الشباب المنتجين وأعمارهم بين 25 و50 سنة، وقد وصلنا الى هجرة إفلاسية حيث أن كل القطاعات العاملة وصلت الى فجوة كبيرة لا نعرف كيف نسدها”.
وتطرق الى قطاعات الاستشفاء والتعليم والفندقي والسلك القضائي، لافتا الى ان “الكثير من المؤسسات قد أغلقت ابوابها، لأنها خسرت الكثير من موظفيها”. وقال: “أما الايجابيات، فصحيح أننا وصلنا الى أزمة ولكننا وجدنا أن مغتربين لبنانيين يحبون أهاليهم وعائلاتهم ووطنهم، قد وصلت قيمة تحويلاتهم المالية الى لبنان سبعة مليارات دولار اميركي سنويا، أي ما نسبته 40 في المائة من الناتج القومي اللبناني اليوم”.
وتابع: “فلنتخيل، اذا ما وصلت قيمة التحويلات ما بين 13 و14 مليارا أي ما نسبته 70 في المائة، نتكلم عن حوالي مليون لبناني وأكثر يستفيدون من تحويلات المغتربين، وكل هذه الاموال التي تضخ في البلد تعطينا أنطباعا، أن لاوجود لأزمة في لبنان، بينما في الحقيقة أن الأزمة عميقة جدا وطويلة اذا لم تتوافر الحلول الجدية لها”.
وشدد المكاري على وجوب “ألا نتعاطى مع المغتربين، أنهم فقط خشبة خلاص ومصدر للمساعدة بل هم جزء اساسي من الجسد اللبناني”، وقال:” لا نريد لبنانين، لبنان المغترب المنقذ ولبنان المقيم العاجز، نريد اقتصادا معافى ولحمة اجتماعية تؤمن استمرار بلدنا”.
وأكد انه “لا يمكن أن يكون لدينا استقرار، اذا لم تكن الثقة موجودة. ولا يمكن أن نستعيد الثقة بلبنان من دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأنه مع الرئيس الجديد نعود الى انتظام الحياة السياسية اللبنانية والمؤسسات الدستورية، حيث تؤلف حكومة جديدة ويكون لها برنامج عمل يمكن أن يكون اقليميا ودوليا، سيضخ أموالا في لبنان، وتكون من مهام الرئيس الجديد والحكم الجديد في لبنان، اعطاء الثقة للبنانيين المغتربين أن يؤمنوا ببلدهم”.
وشدد على ضرورة “ايجاد الحلول لهجرة اللبنانيين ولملف النزوح السوري الذي هو من أهم المواضيع التي يتوجب علينا معالجتها”، داعيا الى عدم اعتبار هذا الكلام عنصريا”، وقال: “نحن نطالب بعودة السوريين الى بلدهم بكرامة، لأنه في النهاية لن يعمر سوريا الا أبناؤها”.
وأكد ختاما ان “احد اهم اسباب كل هذا الصراع وهذه الازمة، أننا كلبنانيين لا يمكننا أبدا الخروج من محيطنا العربي، لأنه جزء من تاريخنا ومن الاقتصاد اللبناني وعلينا أن نكمل في هذا الاتجاه”.
المصدر : وطنية