تواصل درجات الحرارة المرتفعة أصلاً صعودها في أوروبا الغربية التي تشهد موجة حر جديدة دفعت بعض الحكومات إلى إطلاق تحذيرات، فيما يتوقع أن تبلغ الموجة ذروتها اليوم الخميس في العديد من الدول الأوروبية.
وتضع هذه الحالة معظم مناطق فرنسا في حالة تأهب استعداداً لموجة الحرّ. ويتوقع أن تتخطى درجات الحرارة الأربعين درجة مئوية في معظم الأراضي الفرنسية ، ومنذ موجة حر صيف 2003 التي تسببت بوفاة 15 ألف شخص، تشدّد السلطات الفرنسية خصوصاً على مخاطر الحرّ بالنسبة للأشخاص الأكثر هشاشة، لكن التحذيرات تطال كافة السكان.
وشهدت معظم المدن الفرنسية الثلاثاء درجات حرارة قياسية خصوصاً في الجنوب الغربي. لكنّ الخميس سيكون اليوم الأسوأ، فقد توقعت إدارة الأرصاد الجوية الفرنسية أن تراوح درجات الحرارة بين 37 و42 درجة مئوية في معظم أنحاء البلاد. وقد تصل ذروتها إلى 43 درجة في فرنسا.
وينتظر أن تصل درجات الحرارة في باريس الخميس إلى أعلى مستوى لها منذ عام 1947 حين سجّلت 40,4 درجات مئوية.
وفي دورة طواف فرنسا الدولي للدراجات الهوائية الجارية حالياً، يبقى الحرّ “عاملاً مربكاً للأداء”، بحسب جاكي مايو طبيبة فريق “اف دي جي” الفرنسي.
وأوضحت الطبيبة أنّه “عند التعرّق أثناء السباق، يمكن أن نخسر نحو ليتر من العرق بالساعة…ولا يمكن إعادة ترطيب الجسم إلا بنصف ليتر، إذ لا يمكننا تعويض سوى نصف ما نخسره”، مؤكّدة أنّه “يجب أخذ ذلك في الحسبان”.
ويمكن أن تشهد بريطانيا الخميس أيضاً أكثر الأيام حرارةً في تاريخها. وقال مكتب الأرصاد الجوية البريطانية “سنتخطى على الأرجح درجة الحرارة القياسية التي سجّلت في تموز يوليو أي 36,7 درجة مئوية، وهناك إمكانية أيضاً في أن نتخطى أعلى درجة قياسية 38,5 درجة مئوية”.
وأعلنت الشرطة في لندن إطلاق عملية بحث عن ثلاثة أشخاص فقدوا بعدما كانوا يسبحون في نهر التايمز.وأكدت شركة سكك الحديد الوطنية البريطانية “نيتوورك ريل” وضع حدود قصوى للسرعة من أجل ضمان سلامة المسافرين.
حالة تأهب قصوى في بلجيكا
في بلجيكا، أطلق للمرة الأولى “الإنذار الأحمر” للحرّ حتى مساء الجمعة.
وأشارت إدارة الأرصاد الجوية البلجيكية (ميتيو بلجيك) إلى أن “درجات الحرارة سترتفع أكثر” “لتقترب من مستويات قياسية”. وتوقعت أن تبلغ درجة الحرارة في سيران شمال شرق البلاد 38 درجة مئوية.
وتغلق معظم الخدمات في مدينة بروكسل عند الساعة 11,00 ت غ الخميس والجمعة خصوصاً تلك التي ينشط عمالها في الخارج، مثل عمال الطرق السريعة والنظافة ومواقف السيارات.
وأعلنت لوكسمبورغ أنها أيضاً تنوي إطلاق حالة التأهب القصوى حيث يتوقع أن “تتخطى درجات الحرارة 35 درجة مئوية”.
وتلامس موجة الحر أيضاً إيطاليا، ورفعت السلطات مستوى الإنذار إلى الدرجة الثالثة في خمس مدن منذ أمس الأربعاء هي بولسانو وبريشا وفلورنسا وبيروجيا وتورينو.
وتطال حالة التأهب القصوى عشرات المدن الخميس من بينها روما.
وأعلن في هولندا أيضاً عن حالة تأهب “برتقالية”، بإستثناء الجزر الموجودة في أقصى الشمال.
وفي ألمانيا، تصل درجات الحرارة في الأيام المقبلة إلى 41 درجة مئوية في منطقة كولونيا. وفي مقاطعة سارلاند، تتخطى الحرارة مستواها القياسي (40,3 درجات مئوية)، الذي سجّل عام 2015، بحسب إدارة الأرصاد الجوية الألمانية.
ويمكن أن تتخطى درجات الحرارة في هولندا آخر مستوى قياسي سجّلته في عام 1944 (30,6 درجات مئوية) ، كما توقع معهد الأرصاد الجوية الهولندي (كي ان ام اي). وفي ماستريخت (جنوب)، كانت درجات الحرارة قد وصلت إلى 30 درجة مئوية منذ الساعة 7,40 ت غ.
وقام الناشطون بشراء مظلات ومراوح ومكيّفات وأحواض سباحة عبر موقع “مارك بلاتس” الإلكتروني للإعلانات التجارية في هولندا. ووردت كلمة “مكيّف” أكثر من مئة ألف مرة في الأيام الأخيرة في محرّك بحث الموقع.
في مقاطعة خيلدرلند (وسط جنوب هولندا)، تغلق معظم دور حضانة الأطفال أبوابها الخميس، ومن ضمنها تلك التي تتولى رعاية رضع دون العامين.
ونصف مقاطعات سويسرا هي أيضاً تحت الإنذار البرتقالي. وتوقعت الأرصاد الجوية في البلاد “ذوباناً واسعاً للجليد في أعالي الجبال” حيث ستبلغ درجات الحرارة 0 درجة مئوية في ارتفاعات غير مألوفة عن سطح البحر تصل إلى 4800 متر، أي أعلى من أعلى قمة في البلاد.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية