افتتحت احياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري الخامسة عشرة بكلمة خاصة للسيدة نازك رفيق الحرير في المناسبة عرضت مسجلة بصوتها يرافقها بالصو وثائقي خاص للمناسبة من اعداد الزميل حسين الصانع
وهنا نص الكلمة
بسم الله الرحمن الرحيم
أيّها الأحبّة ،
تجمعنا اليوم كما في كل عام الذكرى الخامسة عشر لاستشهاد الرّئيس رفيق الحريري لنتذكّر مسيرة عطاءٍ ومحبّة وحكاية نجاحٍ تتناقلها الأجيال.
مرةً أخرى يجمعنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري على ذكراه الطيبة. ولعلّها تكون مناسبةً لنجددّ التمسّك بقواعد الحوار وبجميع خيارات الرئيس رفيق الحريري الوطنية. إنها خياراتٌ لا غنى عنها لأنها السبيل الوحيد إلى الدفاع عن الوطن وصون وحدته، وكرامة أهله. فالحوار يرسخ الوحدة الوطنية، ويحفظ لبنان من كل تهديدٍ لأمنه واستقراره.
وفي حضرة الشوق يرجع بنا صدى الذكريات إلى ذلك الزمن الجميل، عهد الرئيس رفيق الحريري، لينســـــــج صورة لبنان كما رآه شــــــهيدنا الكبير؛ كيف لا وقد أرسى قواعده بنفسه، فكرسه أيقونة الشرق الحضاريّة والثقافية، وحلمًا وهّاجًا متألّقًا، بذل من أجله عمره حتى الشهادة.
رفيق عمري ودربي ،
وفي ثنايا الذكرى ، الشوق لهيبٌ يشتعل في النفس نارًا طورًا، ونورًا نستضيء به ويعيننا على تحمّل ألم الفراق تارةً.
أناجيك أيّها الحاضر الغائب، والألم يعتصر الفؤاد، ودمع العين منسكبٌ على من سكن القلب وتربع على عرشه.
عامٌ جديدٌ يا رفيق العمر يمر علينا من دونك، والقلب مثقلٌ بالحزن والحسرة على رحيل صديقك وأخيك الـمخلص والـمحب الرئيس جاك شيراك الذي وقف الى جانبنا ودعم قضايانا . رجلٌ عظيمٌ سوف يظل راسخاً في قلوبنا وذاكرتنا. برحيلكما خسرنا خيرة الرجال الذين لن يتكرروا على مر الزمن.
شهيدنا الغالي ،
يواجه لبناننا الـمخاطر والتحديات فأين نهجك الـمعتدل ورؤيتك الصائبة ليبتكرا حلولاً لهذه التـجاذبات والاصطفافات السـياسـية التي تــقودنا نحو الهــلاك ؟ وأيـن نحن اليـوم من دولـة الـمؤسّـسات والعيـش الـمشـترك والـوحدة الوطــنية والعدالة الإجتماعية؟ أين مسيرة الإنماء والإعمار التي أطلقتها، في ظلّ العدالة وفي جنح القانون؟
(الرئيس الشهيد رفيق الحريري: ليس الوقت وقت التهرّب من المسؤولية، ولا وضعها على عاتق فئةٍ دون فئة. نحن جميعاً مسؤولون، كلٌّ في موقعه. وعندنا ثوابتنا للانتماء والسيادة والاستقلال ووحدة الأرض والناس والمصير . ويكون علينا بالحوار وبالتشخيص للمشكلات، وبالقرارات الصائبة أن نصون وجودنا ومصالحنا، وأن نفتح مع شبابنا أفقاً مستقبلياً.(
أيها الأحبة،
لقد بذل الرئيس الشهيد رفيق الحريري جهده في ســـــبيل تطوير بلدنا الحبيب لبنان حتى يــــــصبح نموذجًا من النجاح الديمقراطي والـــــنموّ الاقتصاديّ وواحة اســــــتقرارٍ وازدهارٍ، مــــتوكّلاً عـــــــلى الله عز وجــــلّ ومــــــلتزمًا بالـمبادئ الإنسانية والأخلاقية والوطنية. لم يفقد الأمل يومًا في شــــعبنا الطيب، بل اعتمد على الـــــثقة التي منحه إيّاها اللبنانيون واللبنانيات، إضافةً إلى دعم الـمحفلين الإقليمي والدولي ليقود لبناننا نحو مستقبلٍ أفضل.
أعزائي الأحباء ،
الـمطلوب منا اليوم أن نتحلّى بروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري القــــــيادية ونـــــــتعلم منه كـــــيف نــــحوّل الرؤيـــة إلى حقيقة، أن نتمسك بنهج شهيدنا الغالي وبإرثه الكبير. أن ننــــــــشد العيش الـمــــــشترك ونعتصم بلغة الحوار وحبل التفاهم ضمن مفهوم الشـــــــراكة الحقيقية حــــــــتى نصل إلــــى بـــــــرّ الأمان. فلنتســــــلح بالـمــــحبة والتســــــامح، ولنتزود بالعزيمة والانفتاح والتضامن، ولنحم مقومات السلم الأهليّ والوحدة الوطنية فهما الضمانة الأكيدة لبناء دولة القانون.
شهيدنا الغالي ،
إننا على العهد والوعد باقون. سنواصل بعون الله تــــعالى مســـيرة الإنماء والإعـــــمار الــــــتي خـــــــطّت ســــــــطورها بدمك ودم ســــــائر شــــــهدائنا الأبــــــــــرار. وســـــنلتزم جـــــميعًا بــــــالقيم والأفكار الــــــتي دافعت عـــنها حـــــــــتّى الشــــــــــهادة، واضعين الـمــــصلحة الوطــــــنية نـــصب أعيننا حـــــتى يـــــــكون لبناننا عـــــلى قـــــدر طـــــموحاتك وطموحـــــات شــــــــــعبنا الــــــكريم، وطنًا لجميع أبنائه، ومهدًا للأمن والاستقرار والعيش الكريم، وأيقونةً أسطوريةً خالدة ، فيد الله دومًا مع الجماعة.
رحم الله الرئيس المؤسس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء الوطن الأبرار، وتغمّدهم بواسع الرحمة والـمغفرة، وحفظ لبناننا سيداً حراً مستقلاً .
[email protected]
المكتب الإعلامي للسيدة نازك رفيق الحريري