النائب نعمة طعمة : المصالحة في الجبل ثابتة وحادثة قبر شمون إستهداف لجنبلاط ومطلوب تحصين الطائف

خاص – nextlb
بهدوء الواثق من نفسه والعالم بخبايا الأمور ، يقرأ النائب نعمة طعمة الصورة من زاويتها الواسعة في منطقة الشوف والجبل ككل ، هذه المنطقة شديدة الحساسية التي تحتضن العيش الواحد المسيحي – الدرزي مع المكونات الأخرى للجبل ، ويعتبر في قراءته للوضع أن وجود الزعيم وليد جنبلاط صمام أمان لهذا الجبل ، وهو سليل بيت عريق ، جذوره ضاربة في التاريخ ، والمصالحة في الجبل متينة الأواصر لا يستطيع أحد فكها لأن أهل الجبل عندهم القناعة بالمصلحة المشتركة ، هذه المصلحة التي تمت المحافظة عليها منذ مئات السنين .
ويغمز طعمة من قناة بعض “من يحاول النيل من زعامة وليد جنبلاط إن لجهة نبش أحقاد الماضي أو التصويب على مصالحة الجبل التاريخية التي قادها جنبلاط مع البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير ، بما يسمى بالغفران حديثاً. فالمصالحة حصلت وتمت إعادة بناء المساجد والكنائس وعاد المسيحيون الى الشوف والجبل” .
ويؤكد عضو اللقاء الديمقراطي النائب نعمة طعمة أنّ “مصالحة الجبل ثابتة متماسكة ولا خوف عليها،وسنحميها برموش العيون ، وأن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ضنين بها وهي أمانة لديه، مشيرًا إلى أنّ حادثة قبرشمون إنّما هي فعل مسار طويل من استهداف وليد جنبلاط والحزب التقدمي الإشتراكي واللقاء الديمقراطي وتحديداً منذ ما قبل الإنتخابات النيابية”.
ويلفت النائب طعمة بتجربته العميقة الى أن مسيحيي الشوف يختلفون ببعض الخصائص عن مسيحيي بشري وكسروان مثلاً ، ليس على صعيد الدين طبعاً ، بل لقد أتقنوا فعل العيش المشترك وصقلت تجربتهم الشراكة في العمل والحقل والأرض …. وقطاف الزيتون . ويعرف عن النائب طعمة دعمه المادي واللوجستي لمنطقة الشوف ومساهماته في شق الطرق الزراعية وترميم البيوت ودور العبادة والمنشآت العامة بدون ضجيج إعلامي على عادة السياسيين في لبنان وبصورة خاصة قبيل الإنتخابات .
تصويب على جنبلاط
اللقاء مع النائب طعمة لم يخل من حديث عن واقع الكهرباء المزري على ضوء تطوعه سابقاً لبناء محطات كهرباء في لبنان لحل هذه الأزمة المستعصية – المفتعلة ، وهذا جزء أساسي من عمله في المقاولات والمشاريع العملاقة وبخاصة في المملكة العربية السعودية ، التي يرجع الفضل اليها في هندسة اتفاق الطائف وبجهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري حينها الذي شارك في لم جرح الجبل بالشراكة مع الزعيم وليد جنبلاط .


النائب طعمة تطرق إلى حادثة قبرشمون خلال لقاء جمعه مع رابطة خريجي الإعلام في الجامعة اللبنانية برئاسة الدكتور عامر مشموشي، تاركاً للقضاء أن يكون الفيصل في هذه القضية، “وهذا ما دعا إليه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي منذ لحظة وقوع الحادثة ، حيث قام بتسليم المطلوبين في حين أن على الفريق الآخر أن يبادر بالمثل لأنّ العدالة واحدة لا تتجزأ”.
وعن تأثير ما جرى في قبرشمون – البساتين على مصالحة الجبل وما أشيع عن صراع درزي – مسيحي أو درزي – درزي، يلفت النائب طعمة أنّه ليس ثمة صراع درزي – درزي أو درزي – مسيحي، “فما يجري منذ فترة يصب في خانة الحملات المبرمجة على وليد جنبلاط، ولا ننسى أنّ جنبلاط يمثل الغالبية الدرزية ، وهذا ما أفرزته الإنتخابات النيابية الأخيرة من خلال الميثاقية التي أعطيت للحزب التقدمي الإشتراكي واللقاء الديمقراطي ، وكان الأحرى بالذين يستهدفون جنبلاط أن يحترموا هذه الميثاقية، فكما البعض في الطوائف الأخرى يرى أنّه الأقوى في طائفته فرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي هو الأقوى في طائفته، وعلى هذا الأساس يجب احترام هذه الخصوصية كما يحترم هو خصوصيات الغير”.
مصالحة الجبل
أما على خط المصالحة، فيردف النائب طعمة أنّ ” الحديث عن المصالحة بدأ في عام 1993 من خلال الدور الذي قمنا به مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكنّا سويًّا مع النائب مروان حمادة والنائب الراحل نبيل بستاني من خلال توجهات جنبلاط وإصراره على عودة جميع المسيحيين إلى قراهم وبلداتهم وممتلكاتهم، وتزامنت هذه الحركة مع إعادة بناء الكنائس والمساجد، ومنذ ذلك الوقت حتى اليوم لم تحصل “ضربة كف” في الجبل، والسؤال لماذا هذا الخوف والهلع والحملات الإعلامية والسياسية من قبل البعض لإستهداف المصالحة التي حصلت في عام 2001 برعاية البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ووليد جنبلاط وسائر الخيرين؟ “.
ويضيف النائب طعمة “من هذا المنطلق، يمكنني القول إنّ المصالحة في أيدٍ أمينة بعيداً عن حملات التجني وإثارة الضغائن ونبش القبور ونكء الجراح، فهذه الصفحة السوداء طويناها إلى الأبد وليتركوا المسيحيين في الجبل يعيشون بأمان وإطمئنان ويدعوهم بسلام، فهناك عيش واحد لا عيش مشترك وتقاليد واحدة بين أبناء القرى الدرزية والمسيحية ، وهي متوارثة من الأجداد إلى الأحفاد “.
الطائف مستهدف والمطلوب تحصينه
وردا على سؤال عن خطورة ما على اتفاق الطائف ، يؤكد النائب نعمة طعمة ” أنّ اتفاق الطائف أوقف الحرب في لبنان وأرسى السلم الأهلي، وبالتالي هو الدستور، “ونرى منذ فترة حملات لإستهداف هذا الإتفاق من قبل جهات سياسية داخلية وخارجية معروفة في سياق الصراعين الداخلي والإقليمي، وبالتالي أشدّد على أنّه لا مناص من تحصين الطائف في أكثر من أي وقت مضى في ظل هذه الظروف المفصلية الداخلية والإقليمية”، لافتًا إلى أنّ المملكة العربية السعودية داعمة لهذا الاتفاق وهي التي كان لها اليد الطولى في التوصل إليه، “وقد واكبت ذلك على كثب وكنت متابعاً لتفاصيله في تلك الحقبة، كذلك ما زالت الرياض إلى جانب لبنان في السراء والضراء، وقد لمست ذلك خلال زيارة مجلس الشورى السعودي إلى لبنان من خلال اللقاءات المكثفة التي حصلت وكنت مشاركًا فيها، إضافةً إلى اتصالاتي ولقاءاتي مع المسؤولين السعوديين الذين لم يسبق لهم أن تخلوا عن لبنان وكانوا إلى جانبه في الأزمات الصعبة والمفاصل الأساسية، وللمملكة أيادٍ بيضاء على لبنان، وهي على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين لأي طائفة أو مذهب انتموا”.

[email protected]
عدسة nextlb

لمشاركة الرابط: