فاز الممثل الفلسطيني كامل الباشا بجائزة أفضل ممثل ضمن الدورة الرابعة والسبعين لمهرجان البندقية السينمائية عن دوره في فيلم المخرج اللبناني زياد دويري “قضية رقم 23” (The Insult). وتسلّم الباشا جائزته، بحضور دويري، خلال حفل توزيع جوائز المهرجان الذي أقيم مساء اليوم السبت.
وقال الباشا بعد تسلمه الجائزة: “لقد أتيت من المسرح وهذا اول فيلم لي على المستوى الاحترافي، ولم اكن لأنجح لولا دعم المخرج زياد دويري والممثلين اللبنانين الممتازين الذين يستحق كل واحد منهم هذه الجائزة. كذلك لم أكن لأقف هنا لو لم يواظب الجمهور الفلسطيني على حضور أعمالي المسرحية، مما أتاح لي الإستمرار في التمثيل، إلى أن طلب مني دويري المشاركة في فيلمه اللبناني الرائع، واشكر جميع منتجي الفيلم وخصوصاً انطون الصحناوي”.
وفي تصريح له، قال الباشا: “أنا سعيد ومتأثر جداً بفوزي بهذه الجائزة، لا على المستوى الشخصي فحسب، بل هي هدية لفلسطين كلها، وللشعب الفلسطيني أجمع، وللقضية الفلسطينية”. وأضاف: “أنا فخور بأني ساهمت في رفع إسم فلسطين أمام العالم كله، من خلال هذه الفرصة التي أتاحها لي المخرج زياد دويري، وفي الوقت نفسه إنه إنجاز كبير للبنان وللسينما اللبنانية. الجائزة ليست لي وحدي، بل هي للفيلم ولمخرجه ولفريق العمل الرائع كله”.
ويؤدي الباشا في الفيلم دور ياسر سلامة، وهو لاجىء فلسطيني في لبنان، يتولى إدارة عمال ورشة أشغال عامة في أحد أحياء بيروت، وتحصل مشادة بينه وبينه طوني (عادل كرم)، وهو مسيحي لبناني، وتأخذ الشتيمة أبعاداً أكبر من حجمها، مما يقود الرجلين إلى مواجهة في المحكمة. وفيما تنكأ وقائع المحاكمة جراح الرجلين وتكشف الصدمات التي تعرضا لها، يؤدي التضخيم الإعلامي للقضية إلى وضع لبنان على شفير انفجار اجتماعي، مما يدفع بطوني وياسر إلى إعادة النظر في أفكارهما المسبقة ومسيرة حياتهما.
واعتبر الباشا أن “ياسر سلامة تلخيص لمعاناة الفلسطيني في منفاه القسري، غريب بين اهله في الاردن والخليج وفي لبنان ، عانى من فقدان وطنه وابعاده عنه، ثم من عروبته التي لم تستطع ان تنصفه وتقف الى جانبه في محنته، ثم عانى من خيارات غير مدروسة جرت عليه المزيد من المصائب، لكنه رغم معاناته لم يتحول الى وحش يشبه كل الوحوش التي آلمته، حافظ على انسانيته مصرّا على ان تحقيق العدالة للفرد اهم من جميع الانتماءات التي لا تجر الاّ المصائب، قاوم وناضل وبنى نفسه بنفسه ورفض الذلّ لنفسه ولخصمه، ساعيا إلى تحقيق العدالة بواسطة القضاء المستقل والحر”.
وبحسب الملف الصحافي للفيلم، قال الباشا: “لم أعش تجربة الفلسطينيّين في لبنان، فأنا وُلدت في القدس وأعيش فيها حيث أعمل كممثل منذ العام 1987، وخبرتي في تقمّص الأدوار على مر السنين ساعدتني دون شك، لكنها ليست المصدر الوحيد الذي اعتمدت عليه لأداء دور ياسر سلامة. فعلى المستوى الإنساني في الحياة اليومية للفرد أنا أعيش كما يعيش الفلسطيني في لبنان وأشعر كما يشعر”.
وتوقع الباشا، “أنْ يثير الفيلم جدلاً عميقاً حول طبيعة العلاقة اللبنانية الفلسطينية عموماً”. ورأى أن “البعض سيهاجم الفيلم بحجة أنه لا ينصف القضية الفلسطينية، فيما سيهاجمه آخرون بحجة أنه انحياز للفلسطيني، ولكنه في المحصلة سيستفز الجميع وسيدفعهم إلى التفكير والتحليل”.
وعن تجربته في العمل مع دويري قال: “زياد مخرج مفرداته واضحة وكاشفة ومستفزة
المصدر- خاص