السلطة الفلسطينية تعلن الحداد على رحيل عريقات وعباس ينعيه : كان مفاوضاً صلباً !

نعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات الذي توفي اليوم الثلاثاء، بعد إصابته بفيروس كورونا.
وتوفي عريقات عن عمر 65 عاما في مستشفى هداسا الإسرائيلي الذي نقل إليه منذ 3 أسابيع بعد تدهور حالته الصحية، ومنذ ذلك الحين وصفت حالته بالحرجة بعد أخضع للتنفس الإصطناعي الكامل، وقد أشرف على متابعة حالته الصحية فريق طبي دولي.
ونعى رئيس السلطة الوطنية محمود عباس بإسمه وبإسم القيادة والحكومة، عريقات، وأعلن الحداد بتنكيس الأعلام الفلسطينية لمدة 3 أيام.
ووصفه عباس في بيان بـ “القائد الوطني الكبير وشهيد فلسطين” وقال إنه “أمضى حياته مناضلاً ومفاوضاً صلباً دفاعاً عن فلسطين وقضيتها وشعبها وقرارها الوطني المستقل”.
ورحل عريقات بعد 3 سنوات من إجرائه عملية وصفت بالناجحة لزراعة رئة، لكن وضعه تدهور على نحو خطير أخيرا إثر إصابته بفيروس كورونا.
وكان الراحل يعد كبير المفاوضين الفلسطينيين والأرشيف الحي لملف التفاوض، بعد توليه ملف المفاوضات مع إسرائيل أواسط تسعينيات القرن الماضي.
الراحل في سطور
ولد عريقات في بلدة أبو ديس شمال القدس المحتلة، في 28 من أبريل/نيسان 1955، وعُرف كأبرز السياسيين والدبلوماسيين في القيادة الفلسطينية بعد أن بدأ نائبا لرئيس الوفد الفلسطيني إلى مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، وما تلاه من مباحثات في واشنطن خلال عامي 1992 و1993، وعُيِّن رئيسا للوفد المفاوض بعد توقيع اتفاق أوسلو نهاية عام 1993.
وينحدر عريقات من إحدى عائلات بلدة أبو ديس (شرقي القدس المحتلة) لكنه سكن في منزل ورثه عن والده في أريحا.
سافر وهو في سن 17 إلى سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، ثم حصل على شهادة من جامعة ولاية سان فرانسيسكو الأميركية وجامعة برادفورد البريطانية التي حصل منها على درجة الدكتوراه في دراسات السلام.
وحسب سيرته الذاتية، نال عريقات درجة الدكتوراه وحصل على الجنسية الأميركية، وعمل صحفياً في جريدة القدس الفلسطينية لمدة 12 عاما، ثم محاضراً في العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس حتى انتقاله لقيادة الفريق الفلسطيني المفاوض مطلع التسعينيات.
انتخب عضواً في أول مجلس تشريعي فلسطيني ممثلاً عن أريحا في عام 1996. وكان أحد المقربين من الزعيم الراحل ياسر عرفات إبان اجتماعات كامب ديفيد عام 2000 والمفاوضات التي أعقبتها في طابا عام 2001. وشغل عريقات منصب أول وزير للحكم المحلي في أول حكومة تشكلها السلطة الوطنية بقيادة عرفات.


الحياة مفاوضات
وبوصفه الأكثر قدرة على المناورة في اللعبة السياسية، أطلق عرفات على عريقات لقب “شيطان أريحا” كما انتقل بعد رحيل عرفات 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2004، ليصبح أحد المقربين من الرئيس عباس أيضا، وعين وزيرا لشؤون المفاوضات بالحكومة التي رأسها أحمد قريع عام 2005.
وقد رسخ فلسفته التفاوضية وفقا لنهج السلطة الوطنية ومنظمة التحرير القائم على أن انتزاع الحقوق الفلسطينية في هذه المرحلة من النضال لن يتم إلا بالتفاوض وتبيان الحجج والبراهين، وهنا خالفه بعض الفلسطينيين الذين رأوا أن المفاوضات في ظل اختلال موازين القوى إنما تعني تقديم التنازلات الواحد تلو الآخر دون الحصول على شيء عملي نحو تحقيق حلم الدولة والاستقلال.
اشتهرت عبارة “الحياة مفاوضات” في الأوساط الفلسطينية بعد أن أصدر عريقات مؤلفاً يحمل الاسم ذاته، وهو كتاب أكاديمي صادر عن جامعة النجاح الوطنية، وخصصه لطلبة الجامعات والمهتمين بمجال المفاوضات.
وجاء في الكتاب “إن الحروب تعددت أسبابها ولكن المصالح تبقى أساس أي صراع، وأن الصراع سببه الشعور بأن مصالح الأمة في الحرية والأمن في خطر وأن الموارد مهددة… وإذا كانت الصراعات حتمية فإن المفاوضات حتمية”.
وقال عريقات في تصريح صحفي عند إصداره إنه يتمنى أن يسد بعض الثغرات في مجال المفاوضات، ووضع أدوات لتحليل الصراع، وإن الكتاب مقدمة لعلم المفاوضات ويخصص للمفاوضات كعلم بذاته، وقد استغرق مدة 3 سنوات لكتابته.
وقبل وفاته، طرح عريقات رؤيته لسُبل إفشال “صفقة القرن” ومواجهة المشروع الإسرائيلي لضم الأراضي، معتمدة على خطة عمل فلسطينية بحتة دون الاعتماد على أي طرف عربي أو دولي بهذه المواجهة.

المصدر : الجزيرة

لمشاركة الرابط: