تألقت الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية بقيادة المايسترو هاروت فازليان، في احتفال عيد الاستقلال الذي دعت إليه رئيسة المعهد الوطني العالي هبة القواس في المتحف الوطني. فقدمت الأوركسترا حفلاً موسيقياً استثنائياً تحت عنوان “الصمود والعودة”، أظهر حرفية عالية في أداء موسيقي متمكّن أدهش الحضور والمشاهدين الذين تابعوا الحفل على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال.
بِنُواة الأوركسترا من العازفين اللبنانيين، خاضت الفلهارمونية تحدّياً موسيقياً حقيقياً، كان على مستوى عنوان الاحتفال “العودة”، في إشارة إلى عودة الأوركسترا لممارسة أنشطتها الموسيقية بعد توقف قسري منذ عام 2019 بسبب الظروف القاهرة التي عاشها لبنان، وكانت نتيجتها، بالإضافة إلى التوقف، مغادرة العازفين الأجانب لبنان، وبالتالي اقتصار الأوركسترا على العازفين اللبنانيين، ولكن المعهد في صدد العمل على إعادتهم للانضمام مجدداً وقريباً إلى الأوركسترا.
بهذه النواة، وبهذا التحدي الصعب استطاع المايسترو هاروت فازليان أن يقدّم حفلاً مبهراً، قيادةً وعزفاً وأداءً. فقد تمكّن فازليان وأعضاء الأوركسترا من تقديم سيمفونيّتين لبيتهوفن وموزارت بمهارة قلّ نظيرها، بهذا الصوت والتقليد، وبوقت قصير من عودة الأوركسترا، فعزفوا بجمالية عالية هذا الريبيرتوار الكلاسيكي الصرف الذي يخلو من الاحتفالية العزفية، والذي يحتاج إلى الكثير من التفاصيل الموسيقية الدقيقة والصعبة، ويحتاج إلى تقنيات وأساليب التصويتات الموسيقية وإظهار الصوت لكل آلة على حدى. ويُشهد لفازليان قدرته على بث الطاقة عبر عصاه ويديه، ومهارته بالسيطرة على الأوركسترا بعازفيها وآلاتها، من دون إفلات أي نوطة من مسارها الموسيقي، كما ويُشهد له قدرته على الإمساك بعصا القيادة وجعل العازفين في تأهّب فنّي وتقنيّ عالٍ حتى في مساحة الهدوء والانسيابية ((Piano، من دون التخلّي عن العصب الموسيقيّ الثابت طيلة الحفل، وكذلك في قمة القوة والغليان ((Forte، فكان بيتهوفن وموزارت ضيفين مكرّمين أفضل تكريم في سيمفونيتين قُدّمتا في أبهى حلّة موسيقية.
وإذا كانت الموسيقى تعبّر عمّا لا يمكننا قوله ولا نستطيع السكوت عنه، على قول أفلاطون، فإن الأوركسترا الفلهارمونية بقيادة فازليان في حفل الاستقلال من المتحف الوطني، استطاعت بمهارتها أن تحاكي عودة كلّ منا إلى ذاته الحقيقية، التي تتوق إلى القول عبر الموسيقى.
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More