مع بدء فتح الأعمال في عدة دول، سيواجه المسافرون جواً في هذا الصيف مجموعة من السياسات والإجراءات الجديدة، بسبب جائحة كورونا الفيروسية.
وتشيرالإحصاءات إلى أن الإقبال على السفر لا يزال بعيداً عن مستوياته المعتادة، حسب تقرير لشبكة CNBC .
وقالت إدارة أمن النقل الأميركية إن أكثر من 348 ألف شخص مروا عبر نقاط التفتيش الأمنية في المطارات الأميركية يوم الجمعة الماضي . وهذا الرقم هو الأعلى خلال شهرين، وأكثر من ثلاثة أضعاف الرقم المسجل قبل شهر، ومع ذلك لا يزال منخفضا بنسبة 88 في المئة مقارنة باليوم نفسه من العام الماضي، حسب التقرير.
إجراءات جديدة في الولايات المتحدة
لقد سعت شركات الطيران للتكيف مع البيئة الجديدة. وقد أدى تراجع الطلب إلى انخفاض الإيرادات بل وحدوث خسائر لأول مرة منذ سنوات، بعدما عطلت شركات الطيران الأميركية آلاف الطائرات والرحلات بنسبة قد تصل الى 90 في المئة إلى بعض الوجهات.
كما طبقت شركات طيران عدداً من الإجراءات الجديدة الهادفة للحد من إنتشار الوباء على متن الطائرات، ومنها أنظمة تعقيم الأشعة فوق البنفسجية.
وأصدرت إدارة أمن النقل الأسبوع الماضي إرشادات جديدة للحد من إختلاط موظفيها مع الركاب، على غرار فحص الركاب بطاقات الصعود بأنفسهم في الماسح الضوئي، مع وضع أغذيتهم في كيس بلاستيكي شفاف، إضافة إلى وضع هواتفهم ومقتنياتهم الشخصية الأخرى في الحقائب المحمولة وكل ذلك، “لتقليل نقاط الاتصال أثناء عملية فحص” المسافرين وأمتعتهم.
وطلبت إدارة النقل من ضباطها إرتداء كمامات الوجه في العمل، مع تشجيعها المسافرين على القيام بالشيء نفسه.
وتقوم شركات الطيران أيضا بإجراء بعض التغييرات قبل وصول المسافرين إلى مقاعدهم في محاولة لحماية المسافرين والطواقم.
وبدأت خطوط طيران “يونايتد” في استخدام عوازل تحمي من العطس في مكاتب تسجيل الوصول ومناطق أخرى لخدمة العملاء.
كما بدأت في نشر أكشاك لا تعمل باللمس لطباعة بطاقات الحقائب، بإستخدام هاتف ذكي في بعض المطارات.
لكن أحد أكبر تحديات أزمة كوفيد-19 للسفر الجوي هو أن سلطة الفحص الصحي للمسافرين ليست واضحة، حسب التقرير.
وتقول شركة طيران “فرونتير” إنها تخطط لبدء قياس درجات حرارة المسافرين إبتداء من أول يونيو، لكن معظم شركات الطيران تقول إن إجراء الفحوص الصحية من مسؤولية الحكومة.
وضغطت نقابات العمال في شركات الطيران وبعض المشرعين من أجل تفويض فيدرالي للإحتياطات الصحية المتعلقة بالسفر جواً، وليس فقط مبادئ توجيهية.
وقالت وزارة الأمن الداخلي ، التي تضم إدارتي أمن النقل والجمارك، إنها تستكشف إجراء الفحص الحراري في المطارات “لمعرفة ما يمكننا القيام به لتوفير نوع من الأمن”.
ومع ذلك قال الوزير بالوكالة، تشاد وولف، إن مثل هذه الإجراءات “لن تقضي على المخاطر تماما.. يمكنها أن تساعد في تحديد الأفراد الذين يعانون من ارتفاع في درجة الحرارة وعدم السماح لهم بالطيران، ولكن، بالتأكيد لن تكون الدواء الشافي”.
على متن الطائرة
من بين الإجراءات المتخذة خلال الرحلات الجوية للحد من إنتشار الوباء، التنظيف المستمر للطائرة وتعقيم الأسطح، فضلاً عن مطالبة شركات الطيران الرئيسية لأطقمها وركابها، بإرتداء كمامات الوجه. مع التشجيع على إرتدائها حتى في الأماكن المشتركة مثل قاعات المغادرة والبوابات، في ضوء التوصيات الفيدرالية للحد من إنتشار المرض.
أما مسألة التباعد الإجتماعي داخل الطائرة، فتبدو صعبة للغاية في الظروف العادية.
وانخفض عدد الركاب الشهر الماضي إلى أدنى مستوياته منذ خمسينيات القرن الماضي، وفقا لشركة “أيرلاين فور أميركا” وهي مجموعة تجارية تمثل عدة شركات طيران منها “أميريكان، دلتا، يونايتد، ساوث ويست” وغيرها. وتقدر المجموعة أن 73 في المئة من الرحلات الجوية الأميركية ممتلئة بأقل من النصف.
لكن رغم ذلك، شهدت بعض الرحلات إزدحاما، ما أثار استياء كثير من المسافرين. وفي محاولة لمعالجة الأمر، إضطرت بعض الخطوط إلى اتخاذ إجراءات، مثل “دلتا” التي قررت إضافة 100 رحلة جوية الشهر المقبل، وألا تتجاوز سعة الرحلة 60 في المئة من طاقتها القصوى.
وكشفت وثيقة داخلية خططاً لشركة “أميريكان إيرلاينز” بالحد من سعتها. بينما أقلعت رحلات يوم الجمعة الماضي ممتلئة بنحو ثلثي طاقتها القصوى، حسب الوثيقة.
وتقول خطوط JetBlue إنها ستغلق المقاعد المتوسطة في طائراتها، بإستثناء المجموعات المسافرة معاً ، حتى 6 يوليو على الأقل، في حين قالت ساوث ويست إنها ستحد من سعة رحلاتها حتى منتصف الصيف.
ومع ذلك يحذر خبراء من صعوبة الفصل بين الركاب خلال الرحلات الجوية.
ويقول بريت سنايدر، مدير شركة طيران سابق “إن السفر في هذه الظروف قرار شخصي بحت.. وفي النهاية، لن تتمكن أبداً من التباعد إجتماعيا إذا كنت مسافراً جواً .”
المصدر : الحرة